عربية ودولية
الجيش الحر يعلن السيطرة على نقطة استراتيجية تربط حلب بالحدود التركية والقتلى 44
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢
قرب حلب - الوكالات: أعلن الجيش السوري الحر أمس الاثنين الاستيلاء على نقطة استراتيجية قرب حلب تربط الحدود التركية بالمدينة التي بدأ الجيش النظامي يوم السبت هجوما للسيطرة عليها، في وقت حصدت اعمال العنف في سوريا أمس الاثنين 44 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في الوقت نفسه، ذكر مصدر امني سوري في دمشق ان القوات النظامية سيطرت على جزء من حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الامر الذي نفاه رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي، مؤكدا في رد على سؤال ان القوات النظامية لم تتقدم «مترا واحدا».
وينظر إلى معركة حلب على نطاق واسع انها ستكون حاسمة في تقرير وجهة النزاع السوري. في مواجهة هذا التصعيد، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان بلاده التي ستتولى رئاسة مجلس الامن الدولي في اغسطس، ستطلب قبل نهاية الاسبوع الجاري اجتماعا عاجلا للمجلس على مستوى وزراء الخارجية. وافاد صحفي في عندان قرب حلب، نقلا عن ضابط منشق، بأن الجيش السوري الحر استولى صباحا بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح له بربط المدينة بالحدود التركية.
ويتعذر التحقق من هذه المعلومات الميدانية نظرا إلى المعارك التي تحد من تحركات الصحفيين. وانتقد المجلس الوطني السوري المعارض في بيان الاثنين اتخاذ العالم موقف «المتفرج» ازاء «استعداد النظام لارتكاب أبشع الجرائم بحق ستة ملايين سوري في حلب وريفها».
ميدانيا في مدينة حمص (وسط)، اعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس الاثنين ان الجيش النظامي قام بـ«تطهير حي القرابيص من الارهابيين».
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن من جهته ان «الجيش النظامي وسع بعد منتصف ليل الاحد الاثنين سيطرته على حي القرابيص»، و«بات يسيطر الآن على نحو سبعين في المائة من الحي». واشار إلى ان الحي «يشهد عمليات كر وفر بين الجيش النظامي والثوار منذ اشهر». وفي هذا السياق، قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال باباكار غاي أمس الاثنين في مؤتمر صحفي مقتضب في احد فنادق العاصمة السورية انه قام بأول زيارة ميدانية الاحد لحمص والرستن، مضيفا «شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية بالإضافة إلى القذائف» في حمص. ولفت إلى ان «القصف كان متواصلا في بعض احياء المدينة».
وفي هذا السياق، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين ان موكبا كان يقل مراقبين تابعين للمنظمة الدولية وبينهم رئيس بعثة المراقبين الجنرال غاي، تعرض الاحد لاطلاق نار من «دبابات تابعة للجيش» السوري. وقال الامين العام في تصريح صحفي ان «الجنرال غاي وفريقه كانا هدفا لاطلاق نار على مرتين، الا ان احدا لم يصب في هذين الهجومين». وقرر مجلس الامن الدولي في 20 يوليو تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا «لمرة اخيرة» مدة ثلاثين يوما، بعدما كانت البعثة علقت مهامها بسبب ارتفاع مستوى العنف في البلاد.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية نشرت الاثنين ان الخلافات بين روسيا والغرب بشأن سوريا ليست بالضخامة التي تبدو عليها، معتبرا انه «ليس من الواضح الدور الذي سيلعبه الاسد في اي حل سياسي مستقبلي». وقد وفرت روسيا والصين حتى الان حماية للنظام السوري من العقوبات الدولية، الا ان موسكو تصر على انها تتبنى موقفا متوازنا من الازمة وتنتقد الغرب وتتهمه بالانحياز إلى المتمردين السوريين.
سياسيا، عرض الجيش السوري الحر في الداخل «مشروع انقاذ وطني» للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تشكيل مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الاسد.
وفي لندن، اعلن القائم بالاعمال السوري خالد الايوبي استقالته من منصبه وقال انه لم يعد يرغب في تمثيل نظام الرئيس السوري بشار الاسد بسبب اعمال العنف التي يرتكبها.
واشارت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ان الايوبي ابلغها الاثنين انه «ترك منصبه»، واصفة ذلك بانه ضربة للحكومة السورية.
وتأتي استقالة الايوبي بعد سلسلة انشقاقات لمسئولين سوريين كبار في الاسابيع الاخيرة من بينهم دبلوماسيون في العديد من الدول اضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش. في هذا الوقت، ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية الاثنين ان الجيش التركي يواصل تعزيز وحداته على الحدود السورية في محافظة كيليس.
في هذا الوقت حصدت اعمال العنف في سوريا الاثنين بحسب المرصد 44 قتيلا هم 11 مدنيا و14 من القوات النظامية، بالاضافة إلى 19 من المقاتلين المعارضين بينهم خمسة في حلب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن حول انخفاض اعداد الضحايا في حلب تحديدا على الرغم من اشتداد الاشتباكات والقصف بانه «في اوقات الحرب نحتاج إلى المزيد من الوقت للتحقق من حصيلة القتلى». واضاف «نتلقى الكثير من المعلومات من حلب لكننا نقوم بتدقيق البيانات التي بحوزتنا اكثر من مرة قبل الاعلان عنها ونشرها».
ودعت منظمة «اطباء العالم» الفرنسية غير الحكومية الاثنين اطراف النزاع في سوريا إلى احترام قواعد القانون خلال فترة الحرب، مشيرة في بيان إلى ان «تصاعد اعمال العنف في سوريا يؤثر على المدنيين ويستهدف الجرحى والعاملين في القطاع الطبي والمراكز الطبية».
وذكرت انه «في اوقات الحرب هناك قواعد يمليها القانون الدولي يجب على جميع اطراف النزاع احترامها».