عالم يتغير
أزمة "الوفاق" وتدريبات النجف
تاريخ النشر : الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢
فوزية رشيد
} المنطقة العربية لاتزال على بركان ساخن، والخليج العربي لايزال عصيا لجره من قفاه ووضعه على فوهة البركان بشكل مباشر، ولكن المحاولات مستمرة سواء الداخلية أو الخارجية.
"الوفاق" أدت دورها المطلوب في (شرعنة) الحراك الانقلابي الطائفي وحين فشلت رغم كل ماكينات الضخ المالية الإعلامية والسياسية الطائفية إقليميا والحقوقية المسيسة خارجيا، بدأت هي تغيير لهجتها وبحساب خوفا من ردة فعل الماكينة الإرهابية التي أطلقتها في الشارع وشرعنت وجودها تحت مسميات مخادعة كالسلمية والمطلبية ولكنها في ذات الوقت تحول الدور إلى المخربين والإرهابيين باعتبارها عاجزة طبعا عن لجمهم، ليستمر الدور التخريبي والإرهابي وليتدرب بعض العناصر في (النجف) على حرب الشوارع بغطاء إيراني مفضوح لإدخال البحرين في المزيد من الإرهاب والعنف والتخريب.
} في ذات الوقت تظهر حكاية هنا وحكاية هناك تدل جميعها على استمرار أطراف التأزيم في لعبتها وفي محاولة إنهاك المجتمع البحريني، فمرة نسمع عن اكتشاف أطنان الأسلحة ومرة عن الـ (11 مليون دولار) والتعتيم على ماهيتها وإلى أين ذهبت حقيقة والمرزوق يهدد بمفاجأة ما بعد شهر رمضان فهل من رابط؟ ومرة نتعرف على تحركات السفير الأمريكي ومرة نسمع التصريحات الإيرانية التهديدية لدول الخليج بكل ما فيها من وقاحة وفجاجة إلى أن نصل إلى أن هناك بحرينيين يتدربون في النجف على حرب الشوارع وعلى أساليب القتال بمختلف صنوف الأسلحة كأننا في الصومال.. يحدث ذلك والإرهاب في الشارع مستمر فيما دعوات المصالحة تتزايد وتيرتها، والقانون يتأرجح بين الجمود والمراوغة كأن ما يحدث على أرض الواقع هو حدث أو أحداث في المريخ.
} ما يشعر به المواطن هو هذا الكم من الغموض ومن السيولة في العبث بالمنطق السليم فإن قلت "الوفاق" دمرت هذا البلد ولاتزال تعمل على تدميره قيل لك (أين الأدلة القانونية؟)، وإن قلت إن المخطئ والمسيء لابد أن يعاقبا قانونيا حتى تستقيم الأمور قالوا (هناك دعوة إلى المصالحة وإلى الحوار) وإن قلت إن الأزمة القادمة أخطر من التي سبقت قيل (الأزمة انتهت وكل شيء بخير)، وفي هذا الخضم المربك من المعطيات وردود الفعل يعود الانقلابيون إلى مواقعهم سواء في العمل أو في حيازة الامتيازات وأعضاء الجمعيات الانقلابية يطرقون الباب باستمرار وإن على استحياء من أتباعهم، للعودة إلى أخذ مواقعهم السابقة في المشهد السياسي الإصلاحي وربما العودة إلى البرلمان والحجة تقول :
(إنهم يقولون لا يريدون إسقاط النظام وإنما إصلاحه) فيما يقف الطرف الذي يمارس الإرهاب أو الذي يقوده من الداخل والخارج ليقول (ومن نصبكم للحديث باسمنا؟ بل نحن نريد إسقاط النظام)، ولتستمر شعارات التسقيط والحرق والمولوتوفات والقنابل المحلية الصنع وغيرها على مشهد احتدام الذين يروجون للمصالحة ويغضون الطرف عما يحدث في الشارع وعما يعتمل في نفوس الناس.
} سواء التدريبات التي تمت سابقا بدعم خارجي أمريكي أو إيراني، أو التدريبات التي تجرى اليوم في (النجف) بتمويل إيراني على حرب الشوارع في البحرين ونشرت خبره جريدة "أخبار الخليج" (28/7/2012) أو التصريحات التي أدلى بها (خلفان) من جانبه حول (مؤامرة دولية للإطاحة بحكومات خليجية) ونشرته "أخبار الخليج" أيضا في 27 يوليو 2012، والتصريحات الإيرانية المستفزة والمهددة وآخرها للجنرال (مسعود جزائري) نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يهدد فيها كل من يناصر الشعب السوري من (العرب المنبوذين) بحسب وصف وقاحته، فإن الأمور التي تبدو بركانية يتم التعامل معها بالجليد، لكأن الأمور تسير نحو تمكين الأدوات الداخلية مجددا من حيازة الظروف المساعدة على إعادة الكرة مرة أخرى.
} "الوفاق" وهي تتخبط مع أتباعها في الفشل والنبذ الشعبي لها لا يهمها ما الذي سببته لهذا البلد من إشكاليات وما بثته من سموم، ولا يهمها الضحايا والفتنة وعوامل الأحقاد والكراهية التي نثرتها في البحرين، الذي يهمها العودة إلى الحصول على امتيازاتها السابقة حتى وقت آخر ملائم تقفز فيه إلى المشهد الانقلابي مجددا، وهي تعلم علم اليقين أن ماكينة الإرهاب التي أطلقتها في الشارع البحريني (ستواصل المهمة المقدسة والدفاع المقدس) بحسب توصيفاتها، فهذا أوان أن تتراجع هي قليلا عن عنف التصريحات الانقلابية ليتقدم الإرهابيون ومعهم إرهابيوها في ممارسة زعزعة الاستقرار وصولا إلى حرب الشوارع القادمة التي تحولت فيها (النجف) إلى ثكنة تدريب، وتحول العراق معها إلى مزرعة إيرانية خلفية لضرب الخليج وبلدان عربية أخرى، ولا يهم إن كان ذلك بسبب الفشل الوفاقي في إدارة المعركة الانقلابية أو بسبب النصائح الأمريكية وربما البريطانية (لتأجيل الموقف الوفاقي) المحتدم في النار الساخنة وإعادة طبختها لتستوي مجددا على نار هادئة، انتظارا لساعة الصفر القادمة ولما سيحدث في سوريا ولمعطيات التدخل الإيراني وتطوراته المقبلة فيما البرلمان البحريني والجمعيات السياسية الوطنية كأنها في خبر كان، اما ردود فعل الدولة فمعروفة.