أخبار البحرين
مرتادو مجلس خالد الزياني يتساءلون:
إلى متى؟ وماذا نفعل؟
تاريخ النشر : الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢
مجلس رجل الأعمال السيد خالد راشد الزياني من المجالس الراقية من حيث الموقع ومستوى مرتاديه.. فهم خليط من رجال السياسة والاقتصاد ورجالات الوطن.. لذا كان من الضروري أن تكون طروحات هذا المجلس خليطا من السياسة والاقتصاد والوطنية.
كان الموضوع الذي طرح نفسه.. أو الذي فرض نفسه على المجلس هو: إلى متى؟ وما هو العمل؟.. إلى متى ستظل البحرين قلقة ومهانة من أبنائها وإلى متى سيظل العابثون في عبثهم؟ ويبقى المخربون على تخريبهم مستسلمون لمن يخدعهم ويحرضهم، ويستفيد من وراء الزج بهم إلى التهلكة؟ إلى متى؟.. إلى متى يبقى تشويه سمعة الوطن؟
شارك الجميع في الإجابة على هذه التساؤلات.. بعضهم في أسى.. وآخرون في حرقة.. شارك فيها أصحاب المجلس.. ومرتادوه.. وشارك فيها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.. وقد قال الجميع كل ما عنده حرصا على الوطن وحبا له.. فماذا قالوا؟
انتهز الحاضرون فرصة وجود الرئيس الجديد لـ "ستاندرد تشارترد بنك" السيد حسان جرار.
وقال الأستاذ أنورمرحبا بالسيد حسان جرار: أهلا وسهلا.. فأنت الرجل الذي يقود أقدم بنك في البحرين وأحد بنوكها الرئيسية بلا جدال.
أحد الحاضرين: الأوضاع الحاصلة في البحرين قلبت الموازين.. الناس وصلوا إلى مرحلة فاض معها الكيل.. وأصبحوا يتساءلون إلى متى سيظلون يتحملون هذا العبث؟ كل شيء تأثر.. وخاصة اقتصاد الوطن، ويخطئ من يقول: إن الأوضاع هي نفسها مزدهرة كما كانت.. المهم أننا على وشك ردة فعل غير مستحبة.
حامد الزياني: دبي أخذت الكثير من أعمال البحرين.. وساعد على هذا النزوح هذه الأوضاع العبثية والآثمة التي يمارسها ؟ للأسف ؟ أبناء الوطن.
ثم قال: حقيقة ليست الأوضاع الحاصلة هي السبب وحدها في هذا النزوح.. علينا أن نعترف بأنهم في دبي يعطون أصحاب الأعمال والمستثمرين أكثر أو أفضل مما نعطي.
أنور عبدالرحمن: السيولة موجودة في البحرين بصورة كبيرة في الوقت الذي تعاني دبي من شح فيها.
رئيس تشارترد بنك: الصحيح هو أن دبي كانت تعاني من جفاف في السيولة.. أما الآن فإنها لا تعاني.. وكانت تعاني من مشكلة العقار.. ولا تزال لها آثار سلبية على أوضاعها.. ولكننا نستطيع القول إن الحصار المفروض على إيران وعلى البنوك الإيرانية يؤثر سلبا على دبي.. لكن الفنادق في دبي تعمل بصورة معتادة جدا ونسبة الاشغال فيها عالية بعكس البحرين.
أحد الحاضرين: وهل انتعاش حركة الفنادق في دبي له علاقة بالانتعاش الاقتصادي بها؟
رئيس تشارترد بنك: إنها مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد". فما يحصل في العديد من المناطق ومنها لبنان والبحرين ومصر استفادت منه دبي وفنادقها.
أحد الحاضرين: معلوماتنا أن الناس بدأوا يشترون عقارات في دبي من دون البحرين.
رئيس تشارترد بنك: الناس الذين اشتروا في دبي.. اشتروا أسلوب حياة.
أنور عبدالرحمن: علينا أن نعترف بأن دبي قد نجحت وبدرجة كبيرة في جذب الناس من كل الأجناس.. ومن كل القطاعات والأنشطة.. فلقد ميزوها بـ "براند" معين.
حامد الزياني: الكثيرون يصفّون نشاطهم في إيطاليا وغيرها من الدول الكبرى ويتوجهون الآن نحو دبي.. هذه حقيقة.
خالد الزياني: ذهبت إلى أمريكا وزرت منطقة الوسط فيها.. وكان معي أخ سعودي، وعندما قدم نفسه إلى بعض الأمريكيين قائلا لهم: أنا من المملكة العربية السعودية.. فسألوه هل السعودية قريبة من دبي؟!
ثم قال: علينا أن نعترف.. نحن لم نطور الجوانب التي تجذب الناس أكثر من غيرها.. لقد عشنا ردحا طويلا من الزمن نقتات على ذكريات وأمجاد الماضي.. وعلينا أن نعترف أيضا بأن البحرين لا تتمتع بالأمان الذي كان لها من قبل.. الناس تتردد الآن في كل شيء.. اتخاذ القرار في أي شيء أصبحت مسألة في غاية الصعوبة.. وهذا مطبق على كل المستويات.. فالمواطن يسأل نفسه: هل اشتري سيارة الآن أم لا؟.. هل اشتري ثلاجة أم لا؟.. هل أصرف من فلوسي أم احتفظ بها كلها؟.. كل هذا سبب نوعا من الانكماش في كل شيء.. وفي كل الجوانب.
أنور عبدالرحمن: هذا صحيح إلى حد ما.. ولكن ما هو العمل؟.. ما هو الحل؟
خالد الزياني: أن يطبق القانون "بحذافيره".. على الجميع.. وعلى الصغير.. وعلى الكبير.. ماداموا قد أخطأوا في حق الوطن.. في انجلترا طبقوا القانون بصرامة وفي أمريكا.. وفي كل الدنيا.. لماذا نحن لا نطبق القانون.. ما الذي يمنعنا؟
أنور عبدالرحمن: الكل يعلم أن الدولة تعرف من هم السبب؟.. ومن هم المحركون لإيذاء الوطن؟ وبصراحة الناس يتساءلون مذهولين: لماذا هؤلاء بعيدون من تطبيق القانون؟
وزير الخارجية يشرف المجلس
وعندما شرف وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.. رحب به جميع من في المجلس ترحيبا عاليا.. وتوجهوا نحوه يصافحونه ويقبلونه.. ويبدو أن سبب شعورهم بالراحة لمقدم وزير الخارجية هو أنهم سوف يجدون لديه إجابات على أسئلتهم الحائرة قد تزيح كابوسا ثقيلا يجثم على صدورهم جميعا.. وخاصة سؤالهم الذي يرددونه في كل وقت وكل حين وهو: إلى متى؟.. وما هو العمل؟
وبعد أن جلس الوزير في صدارة المجلس بدأ حديثا مداعبا كعادته قال: "يا أستاذ أنور فاتك حفل الانجليز في افتتاح الأولمبياد.. لقد وضعوا تاريخهم كله.. وكل إمكانياتهم.. وما عندهم.. في هذا الاحتفال الكبير "لقد أعطوا ولم يستبقوا شيئا".
أنور عبدالرحمن: (مدافعا أيضا): ليس لديهم إلا التاريخ حتى يضعوه.. وهذا هو تاريخهم.
أحد الحاضرين: بصراحة لقد نجحوا في جذب العالم كله إليهم.
وزير الخارجية يستمر في مداعبته: كيف تقول إنهم ليس لهم إلا التاريخ... وهم الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس.. لقد نجح الشعب البريطاني في الاحتفاظ بقيم أصيلة وعريقة في كل شيء.. وقد تفوقوا في ذلك على كثير من الشعوب الكبيرة.. حتى في أمريكا وفي غيرها.
حامد الزياني: هذا صحيح فما عندهم لا يوجد في دول أخرى.
الدخول في الجد
وهنا فوجئ الحاضرون بالأستاذ أنور عبدالرحمن يحاول تغيير دفة الحديث قائلا: الناس في هذا المجلس يتساءلون: إلى متى؟.. وما هو العمل؟.. للصبر حدود.. لم يعد أحد يتقبل هؤلاء العابثين.. إن عبثهم يتكرر بصفة يومية.. إن اتصالاتهم بالخارج لا تتوقف من أجل تدمير الداخل والإساءة إليه.. الاقتصاد تأثر.. وسيتأثر أكثر إذا استمر الحال على ما هو عليه.. فلا تطوير اقتصادي في غياب الأمن.. والأمن بيد الدولة.. لكن يبدو أنها تتردد في تطبيق القانون.
وزير الخارجية: نعم هناك من يخطب من فوق المنابر ويسيء إلى الوطن.. وهناك من يتصل بالقنوات التلفزيونية ويبلغها كلاما مغلوطا عن البحرين.. فلماذا لا يخطب كلنا ونرد على هذا الذي يخطب ويقول كلاما مسيئا؟ لماذا لا نتصل نحن أيضا بالقنوات نقول الحقيقة؟! الإعلام الخارجي متعطش لأي شيء.. ويريد أن يسمع أي شيء.. ويسارع للترويج لأي شيء.. أنا زرت فرانكفورت مؤخرا.. كل المعلومات التي لديهم عما يحدث في البحرين مغلوطة. انهم غير عادلين في شيء.. لماذا نحن لا ننشط ونفند كل هذه الأكاذيب؟.. هل نحن عاجزون عن الحوارات؟.. لا أحد يمنع أحدا من الاتصال والتحدث إلى الدنيا عن وطنه.. الإساءة إلى الأوطان واردة في كل وطن.. والدفاع عن البلد حق من حقوق كل مواطن.
أنور عبدالرحمن: لنكون صرحاء.. ومن دون لف أو دوران.. الدولة يجب عليها أن تتخذ قرارها وتسارع نحو ما يمليه عليها الواجب.. هؤلاء الآثمون لابد أن يحاسبوا.. وبالقانون.
وزير الخارجية: نعم.. من يخالف القانون لابد أن يحاسب بالقانون.. لكن لا تنس أننا في مرحلة إعادة اللحمة.. وليس صحيحا أن الدولة متساهلة.. وإنما هي تتحمل من أجل مصلحة الوطن.. وأرجوكم نحن لا نريد تعقيد الموضوع.
وأضاف الوزير: في وقت الشدة الدولة لا تتساهل أبدا.. ولا تنس أننا جميعا أبناء وطن واحد.. ويجب ألا نتوقف عن مخاطبة العالم.
أنور عبدالرحمن: لا.. بصراحة نحن نتردد في أخذ القرار.
وزير الخارجية: أنا أفهم ما تريد أن تقوله.. فأنا أطمئنك انه لا يوجد علينا أي ضغط في اتخاذ القرار.. لا من الداخل ولا من الخارج.. نحن لا نراعي من يتجاهل مصلحة الوطن أو يسيء إليها.. هؤلاء لا اعتبار لهم لدينا.. اطمئن.
خالد الزياني: الاستمرارية في العنف في البلد بلغت إلى الحلقوم.. فلم نعد قادرين على الصبر.. إلى متى؟
الوزير: معك كل الحق.. أنا شخصيا الليلة كنت أريد أن أزور أحد المجالس في منطقة معينة فلم أستطع.
حامد الزياني: يا معالي الوزير.. علينا أن نعترف بأن هذه الأحداث جعلت جيراننا يتقدمون بسرعة أكبر منا.. بدأوا يتفوقون علينا في كثير من الأمور.
الوزير: الدنيا من حولنا تدور.. والأوضاع تتبدل وتتغير في كل دولة.. حتى على مستوى الشركة الواحدة.. فلا تيأس إن شاء الله كل أزمة لابد لها من زوال.
أنور عبدالرحمن: علينا أن نسجل أن نقص الإنتاج والعطاء في البلد.. لا يسأل عنه المواطن.. فالطاقة الإنتاجية للمواطن البحريني أكبر من كل بلدان دول مجلس التعاون.. المسئول عن التراجع في الإنتاج هو هذه الأحداث البغيضة. حامد الزياني: بصراحة.. ليسوا كلهم.. صحيح أن الإنسان البحريني أكثر إنتاجا وعطاء لكن ليس أفضل من كل دول مجلس التعاون.. الإنسان الإماراتي أفضل.
وزير الخارجية: علينا ألا نقف طويلا عند من هو أحسن منا ونصمت أو نكتئب.. بل يجب أن نبحث في شيء يتفوق به غيرنا علينا.. ونحاول أن ننقله أو نكسبه منه.. فنحن بلد مفتوح على الجميع.. نعطي ونأخذ وهذا أحد أسباب التقدم.. علينا ألا نكون منغلقين.
ثم قال: البحرين عودت الدنيا على أنها الدولة التي كلما تعرضت لمشكلة نجحت في التخلص منها.. والخروج منها سلمية بإذن الله.
خالد الزياني: نحن نقاوم على أمل أن نسمع في كل صباح عن انفراج الأمور.. نريد للأمور أن تهدأ.. كفاية.. ما يفعلونه عبثا فقد أهميته.. لم يعد أحد يطيقه.. يجب على كل مؤسسات الوطن أن تؤدي دورها بجرأة وعلانية.. مجلس النواب.. مجلس الشورى.. الجمعيات والاتحادات الحرة.. الصحف وكل وسائل الإعلام.. لابد من دحر كل محاولة يمكن أن تضر الوطن.
الوزير: الأمل كبير.. فالمخلصون كثيرون في هذا الوطن.. وهناك من يعملون بكل ما أوتوا من وطنية لوقف هذا العنف غير المبرر.
أنور عبدالرحمن: عشنا على أرض البحرين أحداثا متكررة في 1956، وفي 1965، 1971، وفي 1975، وفي 1981، ومنذ منتصف التسعينيات حتى الآن .. والأحداث تتكرر.. وإذا صبرنا وسكتنا فسوف تتكرر أكثر وأكثر.
الوزير: عايشت بعض هذه الأحداث.. وأفهم ما تقصده.
أنور عبدالرحمن: هيكل الحكم صبر إلى درجة الشعور بالمرارة.
الوزير: والصبر زين.