الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الأربعاء ١ أغسطس ٢٠١٢
قصة تكديس اللاعبين في الأندية العالمية أمر يحتاج إلى مناقشة على أوسع نطاق وفي الوطن العربي بالذات لا يزال النادي الأهلي المصري على رأس القائمة بل تجاوز مفاهيم التكديس من الناحية الفنية ووصل إلى مرحلة السيطرة على كل اللاعبين البارزين من خلال الإغراءات المالية والهدف من ذلك ضعضعة الأندية المنافسة ليبقى هو المسيطِر على مصائر الدوري ويتحكم في اتجاهاته ومساراته، بقية الأندية المصرية ومن ضمنهما الناديين العريقين الزمالك والإسماعيلي يستسيغان التفرج على ما يحدث ولا يحاربان فكرة ذاك النادي لأنهم يعتقدون أن القوة في المال الذي يمتلكه والنفوذ الجارف لديه على المستويات كافة.
عليكم أن تدققوا في عدد اللاعبين الذين انتقلوا من النادي الاسماعيلي إلى النادي الأهلي منذ أكثر من ثلاثة مواسم ولم يتبق في نادي الدراويش إلاّ الأمهات والعجائز بينما لم يتجرأ النادي الاسماعيلي أن يطلب أي لاعب يرتدي القميص الأحمر أو الأبيض لكن العكس هو الصحيح، هذه الفكرة تنطبق على نادي الآرسنال الانجليزي فهو يحتكر اللاعبين الكبار والصغار معاً في حين يقوم نادي مانشستر يونايتد وغيره من أندية المقدمة بإعارة اللاعبين الذين يجلسون على كرسي البدلاء أو يبيعهم لأندية محتاجة تريد سد الفراغ في صفوفها ويستفيد من العائد المال لشراء لاعب صغير السن يتنبئون له مستقبل زاهر.
إن فكرة تكديس اللاعبين لا تجدي في العصر الحديث بل على العكس تضر ولا تنفع والدليل إن الدوري الانجليزي لا يتطور رغم سخونته نظراً لوجود مدربين من خارج انجلترا غير انجليز يكدسون اللاعبين من غير الجنسية الانجليزية وتنعكس بالسلب على المنتخب الانجليزي الذي عانى الأمرّين في يورو 2012 الماضي، إن الذين يكدسون أشبه بأولئك التجار المفلسين الذين يريدون بعد التكديس أن يرتفع سعر البضاعة ثم يعرضونها في السوق لكن هذه الفكرة تبدو مجنونة لأن السوق لا تبحث عن اللاعب المضروب بل على الفاكهة الطازجة شهية المذاق، على المستوى المحلي يبدو إن الفكرة أخذت تتبلور لدى بعض الأندية واستحبوها كثيراً وبالتالي هم اليوم يحاولون تطبيقها والفضل يعود لوفرة المال والإنفاق بهذه الطريقة المتسرعة تؤدي في النهاية إلى الخسارة، لقد أشار (موقف رياضي) فيما مضى إلى هذه المسألة فالنادي الذي يبيع هو نفس النادي الذي يكدس والنتيجة تكون عكسية للاثنين معاً.