الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٥٠ - الخميس ٢ أغسطس ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٣٣ هـ

البحرينيون سئموا المشاحنات











هناك الكثيرون من المهتمين بالمتابعة والتعرف على الوضع السياسي المحلي في البحرين، ولهؤلاء جميعا أقول انني سعيد بأن الصورة في هذا البلد قد أصبحت واضحة، فالتوترات قد هدأت، ويبدو أن الناس قد سئموا من المشاحنات السياسية التي ظلت تتواصل من دون توقف، كما ضجوا من لعبة القط والفأر بإقدام البعض على احراق اطارات السيارات، ورد فعل الشرطة والاعتقالات ووضع المتظاهرين في الحبس، ومواصلة المظاهرات مرات أخرى بموجات من الهتافات.

ويمكن القول بأن حالة الهدوء الراهنة تؤكد أن معظم الناس قد اقتنعوا بالعودة إلى أعمالهم، وأن يكون العمل على انهاء الأزمة من خلال حوار وطني والمصالحة بين مختلف الأطراف.

فالآن وبدلاً من الصور التي تدل على معارك فارغة، وبدلا من اشاعة الخوف وكذلك الافراط في الحماس، وكأن هناك حالة جنون اجتماعي، فإنني أشهد أن البحرين بمجملها عادت إلى الطريق الذي يؤدي إلى توافق وطني بعد أحداث العام الماضي، وقد حصدت درسا تاريخياً مهماً من تلك الأخطاء وتحرص على ألا تتكرر مرة أخرى.

ولكن هذا لا يعني أن البلاد قد دخلت في مرحلة طويلة من الانسجام وأن الحدة قد اختفت، فالبحرين سوف تواصل طريقها الذي تعترضه مشاكل معقدة، غير أن تلك المشاكل من الأفضل حلها عن طريق قنوات سياسية، وهذا هو الطريق الذي تفضله أغلبية شعب البحرين.

وهناك من سيحاولون خرق الهدوء الحالي بادعاءات ومزاعم وأعمال ضارة. لكن أغلبية البحرين يرون أن هؤلاء يخوضون معركة خاسرة. ولهذا فإن المصلحين ينبغي أن يتحملوا مسئولياتهم في السعي إلى مواصلة الحوار ومنع عودة البلاد إلى حالة الخوف والفزع.





















.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة