السبعينية الحاجة أم محمود التي تسكن وحدها في غرفتها، التي تقضي فيها معظم أيامها ليلاً ونهاراً لم تعلم بدخول شهر رمضان حتى زارها أحد جيرانها. وبحسب صحيفة "السوسنة" الأردنية، فإن أبناء الحاجة أم محمود بعضهم مسافر والبعض الآخر يسكن بعيداً عنها بسبب العمل ولا يقوم أبناؤها بزيارتها إلا في فترات متباعدة. وأكد جيران الحاجة أم محمود أنها تقضي يومها في غرفتها، ولا تغادرها إلا نادراً، إذ تخرج لإحضار المؤونة، ولكنها تأتي بما يسد حاجتها مدة أشهر، وهو ما يجعلها لا تعلم ما يدور حولها.

وفي اليوم السابع من رمضان قام أحد الجيران بزيارة الحاجة قبيل المغرب، ليقدم إليها بعض الطعام لتتناوله على الإفطار، ولكن أم محمود تعجبت واستفسرت عن سبب هذا الطعام فأجابها جارها "بأننا في شهر رمضان ويريد الأجر وهذا لكي تفطري عليه" فما كان من الحاجة إلا أن صاحت مستغربة، ومؤكدة أنها لا تعلم بدخولنا في الشهر الفضيل. واجهشت الحاجة أم محمود بالبكاء، حزينة على الأيام التي لم تصمها من رمضان، فاجتمعت عندها بعض نساء الحي ليقُمن بمواساتها وطمأنتها، ولكنها استمرت حزينة متحسرة على تلك الأيام.