الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٥٠ - الخميس ٢ أغسطس ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٣٣ هـ

بريد القراء

احتفالات شهر رمضان في الحورة قديما







كان شهر رمضان المبارك قديما وفي تلك الفترة القصيرة من الحياة السعيدة في فترة الستينيات من أجمل شهور السنة، كانت لياليه من أجمل الليالي فقد عشنا معا على المحبة، وقد كان شهر رمضان المبارك يحتوى على قصص حقيقية جميلة لا تنسى، من عاش فيها سوف يتذكر المعنى الكبير وسوف يذهب به الخيال إلى الذكريات التي عاشها، هل تذكرون الاستعدادات التي نقوم بها ونحن أطفال صغار قبل حلول الشهر الفضيل؟ هل تذكرون عندما كنا نلعب سويا نحن الأولاد مع البنات وكيف كانت فرحتنا معا؟، لقد كنا أخوة متحابين في معظم مناطق المملكة.

أكتب إليكم عن طفولتي التي عشتها في منطقة الحورة تلك المنطقة التي كانت احتفالاتها بقدوم شهر رمضان المبارك بمثابة عرس جماعي يزف العرسان في ليلة يحتفل بها الجميع وعلى شواطئ تلك المنطقة المطلة على البحر الواسع، لم تتوقف احتفالاتنا ليلة واحدة، لقد كان يومنا نور ومليء بالفرحة التي تعم الجميع وكل من يشارك لم نكن نعرف للنوم طعما ولم نكن نهتم به.

من مميزات تلك المنطقة الجميلة مقصب الحورة الذي كان شاهدا على حلاوة تلك الأيام مما كان له دور كبير في فرحتنا وشقاوتنا، فقد كنا ونحن أطفال نقوم بتجميع جلود المواشي بعد سلخها من المقصب لكي نصنع الطبول استعدادا لليلة القرقاعون وكنا نتجول في الشوارع مرددين الأناشيد القديمة التي أصبحت اليوم في طي النسيان، كانت ليلة النصف من رمضان من أجمل الليالي، ويفرح بها الكبير قبل الصغير، كانت مناسبة جميلة لا يستطيع من عاش في تلك الفترة أن ينساها، ومنطقة الحورة هي التي تحافظ على التراث، ويأتي إليها الكثير من أبناء المناطق المجاورة للمشاركة بتلك المناسبة.

في فترة طفولتنا لم نفارق المسجد يوما وخصوصا في الشهر الفضيل لقد كنا على قلب واحد متحابين، وصلاة التراويح من أهم الصلاوات وكل من امتنع عن أدائها يعاقب من قبل رجالات المنطقة المخلصين لله.

ولكن لا بد أن نعيش مرارة الفراق فبمجرد انتصاف الشهر الفضيل كانت الأيام والليالي تطير مسرعة كالسيف القاطع تأتينا الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، إنها فترة الوداع، فترة شهر رمضان لقد كنا نشارك في ليالي الوداع الحزينة ونحن على أمل أن نلتقي بهذا الحبيب بعد سنة، وكنا نودع حبيبا عزيزا على قلوبنا لقد ذهبت ليالي رمضان القديمة، تلك الليالي التي لن تعود إلينا مرة ثانية بنفس الطعم والفرحة، لقد أصبحنا اليوم أجدادا وأصبح أحفادنا لا يعرفون شيئا عن الماضي الجميل.

صالح بن علي









.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة