الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

رسم البسمة على شفاه المصريين:
أبو القاسم ينتزع فضية من رحم المعاناة

تاريخ النشر : الخميس ٢ أغسطس ٢٠١٢





لندن - أ ف ب: حقق المبارز المصري الواعد علاء الدين أبو القاسم حلم والده وادخل الفرحة إلى قلوب 80 مليون مصري لا يزالون تحت وطأة مخلفات الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وذلك بانتزاعه فضية من رحم المعاناة في سلاح الشيش في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في لندن، وخسر أبو القاسم أمام الصيني شينغ لي 13-15 في المباراة النهائية، ولم يكن أشد المتفائلين وحتى أبو القاسم نفسه يتوقع تحقيق هذا الانجاز لاعتبارات كثيرة أبرزها المعاناة الكبيرة التي ذاق مرارتها هذا المبارز استعدادا للألعاب الأولمبية بسبب الظروف القاهرة التي عاشتها بلاده في العامين الأخيرين اثر ثورة "الربيع العربي" التي أطاحت بالرئيس مبارك، بل الأكثر من ذلك أن والده توفي قبل 5 أشهر.
وقال أبو القاسم الذي منح بلاده فضيتها الثامنة في تاريخ الألعاب الأولمبية والأولى منذ فضية الملاكم محمد علي في أثينا 2004: "أنه أمر لا يصدق، وأنا حقا لا أصدق ما فعلته"، لكن يبدو أن الظروف القسرية التي عاشها أبو القاسم كانت بمثابة حافز كبير له لتحقيق انجازه التاريخي متسلحا بخبرته القصيرة في عالم المبارزة حيث توج بطلا للعالم في فئة الشباب عام 2010 وبطلا لإفريقيا هذا العام في الدار البيضاء المغربية، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه أصبح أول إفريقي يحرز ميدالية أولمبية في هذه الرياضة.
وكانت أفضل نتيجة للاعب إفريقي في منافسات الفردي بالمبارزة المركز السابع للتونسية عزة بسباس عام 2008 في سلاح الحسام، بينما أحرز المنتخب المصري للرجال المركز الرابع في سلاح الشيش عام 1954. وأوضح أبو القاسم (21 عاما) في هذا الصدد: "إنها فقط ثمرة العمل الجاد والتدريبات الصعبة، لا شيء أكثر من ذلك، لقد أثبتت بأنني قادر على تحقيق هذه النتائج، لا يجب أن أكون عصبيا، ولا بد أن أثق في نفسي"، وأضاف: "لا أصدق ما حققته حتى الآن، أحتاج إلى بعض الوقت لأفهم تماما ما وصلت إليه".
وأوضح ابن مدينة الإسكندرية الساحلية: "أنا المبارز الإفريقي الأول الذي فاز بميدالية أولمبية وهذا يجعلني فخورا، وخصوصا لأن هذا العام شهد وفاة والدي وهذه الميدالية الأولمبية كانت حلما بالنسبة إليه، وقد حققت هذا الحلم"، وكان أبو القاسم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انجاز أعظم وكسب الميدالية الذهبية لولا فقدانه التركيز في الـ90 ثانية الأخيرة لأنه كان متقدما بفارق لمستين وكان على بعد لمستين من حسم نتيجة المباراة في صالحه.
وقاتل أبو القاسم المصنف ثامنا وبطل الدورة العربية في الدوحة عام 2011 بضراوة في المباراة النهائية ولم يستسلم أبدا حتى عندما تخلف بفارق 3 لمسات في الجولة الأولى (5-8) وتعرض إلى إصابة في يده اليسرى حيث احتاج إلى تدخل طبيب الدورة لعلاجها قبل أن يعود أكثر إصرارا فنجح في تذويب الفارق وأدرك التعادل في نهاية الجولة الثانية 11-11 بعد رد التحية بفارق 3 لمسات أيضا (6-3)، ثم تقدم 13-11 قبل نهاية الجولة الثالثة بدقيقة ونصف الدقيقة وكان على بعد لمستين فقط من الذهبية لكن الصيني سجل أربع نقاط متتالية ليخرج فائزا.