عربية ودولية
الطائرات السورية تقصف حلب ومقاتلو المعارضة يتحدثون عن مكاسب
تاريخ النشر : الخميس ٢ أغسطس ٢٠١٢
حلب - رويترز: قصفت طائرات قتالية سورية ونيران المدفعية حلب حتى وقت متأخر من الليل، في الوقت الذي خاض فيه الجيش معارك للسيطرة على المركز التجاري للبلاد حيث قال مقاتلو المعارضة إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أجبرت على التراجع.
وخلال صباح يوم الثلاثاء تصاعدت سحب كبيرة من الدخان الأسود إلى السماء بعدما أطلقت طائرات الهليكوبتر الهجومية نيرانها على الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ نشوب أحدث قتال في حلب وقصفت طائرة حربية من طراز «ميج» نفس المنطقة من المدينة في وقت لاحق.
وبعد حلول الليل دوت أصوات انفجارات في مكان ما قرب المدينة. وأضاءت القذائف السماء ليلا وطغت أصواتها على الأذان. وانطلقت سيارات تقل مقاتلي المعارضة يكبرون نحو القتال.
وأصبحت المعركة من أجل السيطرة على حلب محور تركيز الانتفاضة التي تفجرت قبل 16 شهرا ضد الأسد حيث يواجه مقاتلو المعارضة قوات الحكومة التي تعززها المدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية.
وترددت أصداء المدفعية الثقيلة حول حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي شهد بعضا من أسوأ الاشتباكات وأمطرت القذائف المنطقة خلال أغلب الوقت.
وتوصل مراسلو رويترز إلى انه لا الجيش السوري ولا مقاتلي المعارضة يسيطرون تماما على الحي الذي قالت الحكومة إنها استعادت السيطرة عليه يوم الأحد. ويشبه حي صلاح الدين ما وصفه أحد المراسلين بأنه «مدينة أشباح».
وقال التلفزيون الحكومي السوري يوم الثلاثاء إن القوات مازالت تلاحق من تبقى من «ارهابيين» هناك وهو الوصف الذي يستخدمه النظام السوري في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة. وقال قائد لمقاتلي المعارضة في حلب ان هدف مقاتليه هو التقدم نحو وسط المدينة والسيطرة على منطقة تلو الاخرى وهو هدف قال انه يعتقد بإمكانية تحقيقه «في غضون أيام وليس أسابيع». ويقول المعارضون إنهم يسيطرون الآن على قوس يغطي أحياء شرق وجنوب غرب المدينة. وذكر تقرير لشبكة «ان.بي.سي نيوز» لم يعترض عليه أي مسؤول غربي أن مقاتلي المعارضة حصلوا على نحو 20 صاروخ أرض جو جرى تسليمها إليهم عبر تركيا المجاورة. ولم يتضح أي نوع هي من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة أو ما إذا كان مقاتلو المعارضة قد تلقوا تدريبا على استخدامها لكن الصواريخ من الممكن أن تحدث تحولا في ساحة المعركة إذا تمكن مقاتلو المعارضة من استهداف العمليات الجوية للحكومة السورية.
دبلوماسيا أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الاجتماع الوزاري حول سوريا في مجلس الأمن الدولي الذي ترأسه فرنسا هذا الشهر سيعقد «قبل نهاية أغسطس»، بعد ان صرح يوم الاثنين بأنه يسعى إلى عقد الاجتماع هذا الاسبوع.
وقال فابيوس في بيان ان «الرئاسة الفرنسية لمجلس الامن الدولي ستلعب دورها كاملا للإسهام في حل الأزمة. أجريت الاتصالات اللازمة من اجل عقد اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي قبل نهاية أغسطس». وتابع «في ظل الوضع الطارئ حاليا في سوريا تقف فرنسا إلى جانب الشعب السوري في معركته من اجل الحرية» مكررا الدعوة إلى وقف اطلاق النار في البلاد «لإفساح المجال أمام انتقال سياسي ذي مصداقية».
يوم الاثنين أكد الوزير في مقابلة مع إذاعة «أر تي ال» ان فرنسا ستستغل رئاستها لمجلس الامن في اغسطس من اجل «توجيه طلب قبل نهاية هذا الاسبوع لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي يرجح ان يجري على مستوى الوزراء من اجل محاولة وقف المجازر والإعداد لانتقال سياسي في آن واحد«. واوضح فابيوس انه ينوي ترؤس الاجتماع الوزاري. وأضاف «ينبغي محاولة كل شيء» معربا عن خشيته من حصول مجزرة في حلب ثاني كبرى مدن البلاد.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن قرار تأخير اجتماع مجلس الأمن يأتي لعدم التضارب مع إجراء بدأته الجامعة العربية من اجل تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين القمع في سوريا. وأكد فابيوس في بيانه «أريد ان أعرب عن دعمي الثابت لمبادرة الجامعة العربية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة».