الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

موقف رياضي

تاريخ النشر : الخميس ٢ أغسطس ٢٠١٢




من يصدق أن بلدا تدرج في النماء الرياضي بالقارة الآسيوية مثل الصين يأتي اليوم ليتصدر ميداليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة حاليا في لندن عام 2012 وبعد أيام قلائل من البداية، لدى الصين حتى يوم أمس الأول 12 ميداليات من الذهب و6 من الفضة و4 من البرونز والمجموع (22) ميدالية والأيام القليلة القادمة سيرتفع الحصاد وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثاني ثم فرنسا في المركز الثالث، البارحة فقط جاء الحصاد العربي ومن المتوقع أن نحصد خلال الأيام القليلة القادمة شيء من الميداليات الملونة.
إننا نتحدث عن النماء الرياضي وصناعة الأبطال في كل البلدان وعلينا أن نسأل بفم متسع وفكر واضح لماذا تتقدم تلك الدول بينما الدول العربية (القوية) بمقياس القوة في الكلام وزلاّت اللسان والمبالغة في التعبير بالكاد تحصل على ميدالية أو ميداليتين وتعود وهي تعرف إن من حصد هذه الميداليات ليسوا غير مجنسين بينما الرياضيين الأصليين لا يعرفون الألف من الباء في المنافسة والسبب إننا لا نعيرهم الاهتمام المناسب أو التدريب الصحيح ونريد أن يكون البطل جاهزا قادما من إفريقيا أو آسيا جاهزا كعلبة العطور الفرنسية نتسلمها ونلقنها وندفعها إلى الميدان.
لاحظوا إن استراليا وهي واحدة من الدول الآسيوية تأتي في المركز العاشر بأربع ميداليات ملونة بينما الصين تتربع على الصدارة ولا نعلم هل تستمر أم تتدحرج تحت أقدام أبطال أمريكا أو القادمين من أسفل؟، في اعتقادي إننا لازلنا في البداية فالأيام القليلة القادمة قد تكشف الشيء الكثير لكن الأبطال الصينيين أثبتوا أنهم الأقوياء وينفذون التعليمات ويطيعون الكلام ولا تجد منهم فردا واحدا يعترض على شيء إنهم أشبه بالجنود يدافعون عن لون وشعار قمصانهم ويذوبون في وطنهم حبا كما تذوب قطعة السكر في كوب الشاي.
إن الذي جعل الدول الآسيوية تتقدم في المجال الرياضي ليس البهرجة ومن خلال زخارف الكلام إنهم يأكلون الصخر ويشربون ماء البحر من أجل أن يفوزوا بالميداليات ويعرفون إن الفوز هو من أسرار الطبيعة الإنسانية والفطرة العميقة والتخطيط قصير ومتوسط وبعيد المدى وليس كالذهاب إلى سوق الملابس الملونة لانتقاء أجمل قميص وأنعم فستان، الصين واليابان والكوريتين وبالقرب منهم إندونيسيا وماليزيا وتايلاند رغم تفوقهم الصناعي هم ينافسون أقوى الدول الأوروبية وأمريكا في الأولمبياد بعد أن كانوا يرزحون تحت لقب الدول النامية.