الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٧ - الاثنين ٢ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٨ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نفى اشتراكه في الأحداث الأخيرة في البحرين
ياسر سيف: الفنان يجب أن لا يهتم بالسياسة





نفى الماكيير البحريني القدير ياسر سيف انه كان مشاركا بأي شكل من الأشكال في الأحداث السياسية الأخيرة التي حدثت بمملكة البحرين، وذلك ما أطلق عليه من شائعات وقال في حوار مع «محطات» أخبار الخليج: أنا «وأعوذ بالله من قولة أنا» حرفي في مهنتي وشاطر أيضا ولكني لا اعتقد ان لدي المقدرة على المشاركة في الأحداث بهذه الطريقة التي ذكرت عني، من تنقل بين السلمانية والدوار والقرى المجاورة.. للأسف إن ما قيل عني بعيد كل البعد عن الحقيقة لان الفنان الحقيقي لا يأبه بالمشاركة في هذه الأمور السياسية قدر اهتمامه بالجانب الإنساني لكل البشر، إن هذه الإشاعة لم تصدر إلا من شخص عارف بدقائق الأمور في الوسط الفني، ومن الوسط نفسه، وهذا يدل أيضا على ان الوسط الفني غير نظيف بتاتا وفيه الكثير من الأحقاد، لأنه حتى وان أفادتني هذه الإشاعة وابرزتني وشهرتني أكثر للناس، ولكن الحقد لا يصل بالإنسان إلى انه قد يضر غيره إلى درجة سجنه.. باختصار كل ما قيل عني كذب في كذب.

وبعيدا عن السياسة واصلت «محطات» حوارها مع ياسر سيف بسؤاله عن سبب ابتعاده عن الصحافة فقال:

من طبيعتي ألا أتحدث عن أي عمل لدي إلا أثناء عملي به، أو انتهائي منه، لأنني لا أحب أن اذكر للإعلام شيئا لم يحدث ومجرد مشاريع من المقرر أن تحدث، ثم لا تحدث، هنا سأكون قد افتقدت الكثير من المصداقية، ولا أحب أن اخرج في وسائل الإعلام فقط من اجل أن أكون موجودا إعلاميا لان هذا الظهور لن يكون مبررا له أبدا.

- وما هي الأعمال التي شاركت بها مؤخرا؟

مشاركاتي إما ان تأتي بشكل بسيط أو ان تكون مباشرة وفعالة، وآخر عمل عملت به بشكل مباشر وكبير هو مسلسل «الحلال والحرام» للمخرج محمد القفاص، والذي اشترك به نخبة كبيرة من نجوم الخليج من أبرزهم الفنان عبدالعزيز جاسم.

ونحن طاقم عمل في مؤسسة «بيت الفنون» مكون مني وعلي سيف ونجيب النواخذة ونعمل حاليا في مسلسل «مملكة الحب» للمخرج علي العلي، وقد نلتزم بأعمال أخرى قريبا مع المخرج محمد القفاص وعمل آخر للمخرج علي العلي أيضا.

- الماكيير هو المتخصص بتشويه الوجوه أكثر من تجميلها، ما رأيك أنت بهذه المقولة؟

بالتأكيد صحيح، فالماكيير هو صانع الوجوه والكركترات المتغيرة، ولا يعتبر التجميل اليومي في الصالونات ماكييرا، وأنا قادر من خلال ممارستي المستمرة لعملي أن أغير أي فنان وامنحه عدة وجوه وأشكال مختلفة.

ومن خلال عملي أيضا لاحظت أن هناك فنانين يستسلمون استسلاما كاملا تحت يد الماكيير، ولديهم صبر وطيعين، وخصوصا إذا هم شعروا أن هذا الماكيير متمكن من عمله، وأكثر فنان لاحظته في هذا السياق هو الفنان داود حسين، فهو متعاون مع الماكيير بشكل كبير وصبور جدا. إضافة إلى الكثير من فناني البحرين كالفنان محمد الصفار.

- هل استشف من كلامك أن هناك فنانين غير صبورين وغير متعاونين مع الماكيير؟

نعم، وهؤلاء لا اعتبرهم شخصيا فنانين، لان الفنان الحقيقي لابد أن يستسلم لجميع عناصر اللعبة الفنية، سواء كانت درامية أم مسرحية أم حتى سينمائية، وما يتبعها من عناصر أخرى كالملابس والإضاءة والإكسسوار والماكياج، فأنت تمثل شخصية غير شخصيتك الحقيقية بكل أدواتها وعناصرها.

أما من يأتي ويحاول فرض شخصيته الحقيقية على العمل الفني ويرى أن المفروض عليه خاطئ أو عيب أو ما شاكل فهو ليس بفنان وهؤلاء يصدمون كثيرا بالماكيير والمخرج.

- ذكرت أن العملية الفنية تختلف من التلفزيون، إلى المسرح، والسينما، هل هذه الوسائل تفرض على الماكيير ماكياجا معينا باختلافها؟

طبعا، فالتلفزيون مثلا به عدسة تقرب الأشياء بشكل كبير، لهذا فإن الماكياج الطبيعي مطلوب جدا هنا، لان عدسة التلفزيون فاضحة ولابد من الصدق والواقعية في التجميل التلفزيوني.

أما في المسرح فان الوسائل الموجودة مختلفة، لان الإضاءة مختلفة، والمتفرجون والحضور موجودون مع الفنان في نفس المكان وهنا يتطلب من الماكيير استخدام الماكياج بشكل اكبر وأكثر اتقانا.

وفي السينما الشاشة كبيرة، والعيب الصغير في وجه الفنان يتحول إلى كارثة على الشاشة، ولابد من مراعاة مثل هذه الأمور.

الخامات المستخدمة في الماكياج أيضا تختلف.

- قلت إن التلفزيون يحتاج إلى الصدق والواقعية في الماكياج، بماذا نبرر وجود الماكياج على وجوه بعض الفنانات في مواقف غير مناسبة مثل وقت استيقاظهن من النوم مثلا؟ ومن المسئول عن غلطات كهذه؟ هل هو المخرج أم الفنان أم الماكيير؟

المخرج هو المسئول الأول عن أي عمل فني، وإذا تم تمرير غلطة كهذه فيكون المخرج هو الذي ارتضاها، ربما لانشغال الماكيير الرئيسي في عمل آخر، ورغبة في إنهاء التصوير، ورغبة من الفنانة نفسها بعدم وضع القليل من الماكياج في هذه الحالة.. إذن هي مسئولية ثلاثية مشتركة بين المخرج والفنان والماكيير، وهذه الأمور تؤدي إلى الخلاف في بعض الحالات بين هؤلاء الأطراف الثلاثة.

شخصيا ارفض هذا الأمر بتاتا، لان مشاهد النوم، أو الحزن، أو بعض الحالات النفسية التي يمر بها الفنان في المسلسل لا تتطلب منه الكثير من الماكياج وإنما القليل من كريم الأساس وبعض الرتوش.

- هل سبق أن تعارضت مع فنان معين بسبب عدم تعاونه معك؟

نعم، الفنانة زينب العسكري في مسلسل «بحر الحكايات» وفي إحدى الحلقات التي كانت تؤدي فيها دور الأميرة الاجنبية، فترتدي شعرا مستعارا أشقر وتأخذ طابع الأجانب فلجأت قبل التصوير الى زيادة الكحل العربي بنفسها واضطررنا قبل التصوير إلى تصليح ماكياجها وإعادة المشاهد وفي نهاية التصوير انسحبت هي من العمل بأكمله.

وفي مسلسل «دمعة عمر» أيضا ومع الفنانة زينب العسكري حدث خلاف بسبب رغبتها في الماكياج في المشاهد التي تصاب بها هي بالسرطان وهي مشاهد بالتأكيد تحتاج إلى نوع معين من الماكياج.

وأنا في رأيي أن الفنان الذي يلجا إلى هذه الطريقة هو فنان تعوزه الثقة بالنفس، وللأسف هذه الظاهرة باتت منتشرة لدينا هذا اليوم في الخليج بعد أن بقينا سنوات نعيبها على الفن المصري الذي امتلك هذا اليوم الكثير من الوعي في هذا المجال.

- هل هناك شروط معينة لنجاح الماكيير؟

الماكيير الناجح هو الماكيير القادر على صنع التجميل التصحيحي، الكركترات، الماكياج التشويهي، الماكياج الثلاثي الأبعاد، وعلاقة الماكياج بالإضاءة والملابس، علاوة على أن يكون صاحب مخيلة واسعة، قارئا جيدا للنص الفني وقادرا على تحليله، وإلا فانه سيتحول من ماكيير إلى منفذ مهزوز وضعيف ذي أخطاء ويحتاج إلى الوقت للتعلم.

- ذكرت أن من شروط الماكيير الناجح هو قراءته النص الفني، ما أهمية هذه النقطة؟

بالتأكيد مهمة، لان الماكيير عليه أن يطلع على النص الفني الذي هو بصدد العمل فيه، ولا يعتمد على شرح الفنان الذي قد يكون غير وافٍ عن دوره.. الماكيير هنا يستطيع إجادة عمله بشكل اكبر عندما يربط ظروف الشخصية في العمل وعلاقتها مع الشخصيات الأخرى الموجودة، ناهيك عن ربط كل هذا بملابس الشخصية وعامل الإضاءة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة