الفرق بين البحرين وسوريا
 تاريخ النشر : الاثنين ٢ يناير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
طالما تساءل رموز الوفاق وغيرهم عبر الشاشات الفضائية عن سبب تعاطف العالم بأسره مع ثوّار سوريا، بينما يغضّون الطرف عمّا يحدث في البحرين؟!
إجابة ذلك السؤال هي عبارة عن أسئلة بإمكانها أن تختصر الطريق لفهم حقيقة ما حدث ويحدث في البحرين.
لماذا يجمع العالم على وصف ثوّار سوريا بالشرفاء، حتى أنصار المجرم الأسد، أقرّوا بشرف المتظاهرين، وألقوا باللوم تهرّباً على أنصار القاعدة المسلحين وهو المعنى الآخر للشبيحة؟!
في سوريا تجاوز عدد الشهداء والقتلى والضحايا رقم الـ ٦٠٠٠، هذا غير عشرات الآلاف من المفقودين والمعذّبين في السجون، ومع ذلك ما زالوا محتفظين برقي ثورتهم.
الشبّيحة هناك وهم من رجال وأذناب الأسد وعصابته، قد عاثوا في الأرض تقتيلاً وإفساداً وتعذيباً واغتصابا، أمّا المتظاهرون فما زالوا يواصلون تظاهراتهم السلمية غير آبهين بذلك الإجرام، وهم في ذلك لم يرموا المولوتوف، ولم يحرقوا ويقطعوا الطرق، ولم يرهبوا البشر، ولم يعتدوا على الآمنين المسالمين، لأنّ أهدافهم بالفعل سلمية، هدفها التخلص من الاستبداد والقهر والتسلّط، وهدفهم الانعتاق من التدخّل الإيراني القذر في سوريا.
في البحرين، وبعد كل عملية قطع طريق، وبعد كل عملية هجوم بالمولوتوف واستهداف مباشر للناس ولرجال الأمن بهدف القتل، تجد أشرطة الفيديو المصوّرة من قبل الجناة أنفسهم، وكأنّهم يريدون أن يثبتوا للعالم أنّ هذه هي السلمية؟!
بالأمس كان قطع الطرق وحرق الإطارات وسكب الزيت، اليوم بدأ الاستهداف المباشر بالأسياخ الحديدية والمولوتوف، ولا نعلم ماذا سيستخدمون غدا؟!
في سوريا وعلى رغم بشاعة ما يفعله الأسد وشبيحته، شاهدنا الإبداع في توصيل الرسائل الإعلامية الراقية التي تثبت استيعابهم الحقيقي لمعنى أن تكون ثائراً لا مجرماً أو معتديا؟!
سؤال سألته ولم أجد بعد من يجيبني عنه، لو كان رموز الوفاق وأخواتها رجال أمن، وتمّ استهدافهم بصورة مباشرة بالمولوتوف كما حدث في النويدرات مثلا! ماذا سيفعلون؟!
عندما تلبس الكفن، وتهاجم رجل الأمن بهدف قتله وليس بينك وبينه سوى خمسون متراً أو أقل، وفي يدك مولوتوف حارق، وهو «من الخيبة» لا يحمل سوى مسيل للدموع، ماذا تنتظر منه أن يفعل؟!
لقد انعكست الآية في البحرين، حيث تحوّل المتظاهرون غير السلميين إلى شبّيحة، بينما تحوّل رجال الأمن إلى ضحايا؟!
لنا أن نترحّم على الشاب الضحية، ولنا أن نسأل لوالديه الصبر، لكن في نفس الوقت يحقّ لنا أن نسأل: بأيّ ذنب قتل؟ ومن يتحمّل وزر مقتله؟ من الذي حرّض؟ ومن الذي شجّع؟ ومن الذي برّر؟! ويل لمن استرخص دماءكم، وليسأل نفسه كيف سيلقى ربه وبم سيجيبه؟!
بعد مقتل ذلك الشاب مباشرة، رُحت أقرأ في رسائل الوفاق على «التويتر»، فوجدت من يرقص على تلك الجثّة، ووجدت من يتاجر بها وبغيرها، وكل ذلك لتبرير سلسلة الفشل المتراكم.
ثوّار سوريا وأبطالها وشهداؤها ذهبوا في سبيل قضيّة حق، لذلك ارتقوا بثورتهم أمام العالم أجمع. هل سألتم أنفسكم لماذا أصبحت ثورتكم الطائفية مطعونا في شرعيتها وسلميتها، أم مازلتم تكابرون وتأخذكم العزة بالإثم؟!
.