فجّرت مباراة الناديين غزل المحلة والأهلي في الدوري المصري لكرة القدم العديد من القضايا التحكيمية التي تحدث هناك وتشير إلى هبوط المستوى الفني العام في كيفية إدارة المباريات في هذا الدوري القديم الذي بدلاً من أن يتطور إلى الأمام تجده يتراجع إلى الخلف والسبب الفساد الإداري الذي لم يتغير منذ سنين وبالتحديد (٣٠) سنة، هل يعقل أن تتوقف المباراة وهي تسير على وتيرة واحدة إثر تقدم المضيف غزل المحلة ٢/صفر ثم يتراجع الفريق ويتمكن الضيف من تقليص النتيجة ٢/٢ بهدف احتسبه الحكم ياسر عبد الرؤوف بعد أن أعط مساعده القريب من اللعبة الإشارة بصحة الهدف!!.

المثير في الموضوع أن شبكة المرمى كما شاهدنا من خلال الإعادة أنها كانت مثقوبة وقد أعيدت الكرة أكثر من مرة وأتضح صحة الهدف لكن مساعد الحكم المتردد أثار زوبعة كبيرة وساعد جماهير نادي غزل المحلة بالدخول إلى أرض الملعب وإفساد المباراة بعد إن مضت دقائق من بداية الشوط الثاني، إن الدوري المصري لكرة القدم يشكل صورة سيئة لمستوى الدوريات المحلية في العالم والسبب يعود إلى التراث الفاسد الذي هو عليه من عام ١٩٤٨ وحتى اليوم إذ لا يمكن أن يسير الدوري وهو يعيش الآثار الناجمة عن فساد مرحلة رياضية كبيرة عانتها الأندية المصرية وحاولت أن تجد لها حلولاً لكنها لم تجد إلاّ أن الحل الأمثل هو ( فلترة ) الوضع القائم وإيقاف الدوري والتفكير في عدة حلول جذرية أهمها قطع هيمنة النادي الأهلي على مقدرات ولاعبي الأندية وتعديل مبادئ الاحتراف وعدم ترك النادي الأقوى يسيطر على الأندية الضعيفة بحجة الاحتراف وإغراءاته وامتلاكه المال لأن السيطرة عادة ما تؤدي إلى الانحراف والفساد في التعامل وكان آخرها تنظيم مباريات دون حضور الجماهير والسبب أن الاتحاد المنظم لا يستطيع التنظيم وفاشل في السيطرة على الجماهير خاصة التي تمثل الأندية صاحبة القاعدة الجماهيرية الكبيرة.

تلك مباراة أُجلت بسبب فساد شبكة المرمى فما بالنا ببطولات سُرقت من الزمالك والسبب الفساد الإداري والتحكيمي والقادم سيكون أسوأ ما لم يتم التغيير والتغيير الجذري لأننا نريد أن نشاهد الدوري المصري في حلة جديدة وقيادة عادلة ونزاهة في التعامل مع الأندية وفي النهاية فإن مصر هي أم الدنيا ونريدها في خير دائم.