الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٣٩ - الأربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


للارتقاء بالإعلام البحريني





يشكو الإعلام في البحرين على ما يبدو من أمورعدة وخاصة على المستوى الإداري، فبينما يتحول العالم إلى التخصصية في كل شيء تجد أن تلفزيون البحرين عكس ذلك، الذين نصّبوا في التلفزيون بمراكز حساسة في التسعينيات لمجرد أنهم اختيروا من قبل من كانوا على رأس الإدارة عاثوا في الأرض فسادا وأضاعوا سنين طويلة كان من الممكن خلالها استغلال الإمكانات الوفيرة آنذاك لأحداث التطوير المطلوب لمواكبة العصر والارتقاء بالمحتوى البرامجي.

معظم هؤلاء رحلوا الآن - حمدا لله - والشيخ فواز بن محمد رئيس هيئة شئون الإعلام قد بذل جهدا كبيرا في محاولة تطوير الإعلام وخاصة التلفزيون لكن يبقى التلفزيون بحاجة إلى المكون البشري المتخصص ليرقى بالإعلام إلى مستوى أكثر تطورا، يجب أن نضع نصب أعيننننا أننا لسنا بصدد بث يوازي الفضائيات الأخرى وخاصة في هذا الوقت الحرج من تاريخنا، كل ما نحتاج إليه هو الارتقاء قليلا بالمحتوى البرامجي المحلي وخاصة البرامج الثقافية المتعلقة بإرثنا الغني، برامج ناطقة أو مترجمة بكل اللغات المهمة بالعالم، برامج إعلامية مدروسة تعد من قبل اختصاصيين لتتناسب مع المتغيرات، لتلك الدول التي عندما يسمعون اسم البحرين يسألونك عن موقعها! تلك البرامج هي التي يجب أن يخصص لها الحيز الأكبر من بث قناة البحرين الدولية وإعطاء الأولوية لهذه القناة لتقديم صورة إعلامية صحيحة عن البحرين وهذا يكفي في الوقت الحالي، الصورة الصحيحة التي نحن بأمس الحاجة إليها في ظروفنا السياسية الحالية الدقيقة فالإعلام اليوم في البحرين يجب أن يكون أحد خطوط الدفاع الأمامية لصد هذا العدوان الآثم القادم من الشرق الذي لا يهدأ ليل نهار مؤلبا صدور الناس على بعضهم بعضا فلا نجد من تلفزيون البحرين ردا كافيا يكبح جماحه.

بعض من يتولون المناصب الإدارية حاليا يبذلون جهدا كبيرا في ظل الإمكانات المتوافرة لكن هم بحاجة إلى أطقم جديدة من المخرجين والمعدين والإعلاميين والفنيين إذ أصبحت التخصصية والدراية العلمية من أهم مكونات الشخصية الإعلامية، ولم يعد هناك مجال للتخبط أو لتجربة هذا وذاك في فضاء امتلأ بقنوات تكتظ بشخصيات إعلامية فذة تتنافس على تقديم وابتكار كل ما هو جديد في هذا المجال.

إن أهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون المذكورة في القانون لا عيب فيها لو طبقت بالشكل الصحيح على أرض الواقع، فكما ذكرت، يجب إظهار العمق التاريخي للبلد، والأهم صلتنا بمحيطنا العربي بشكل أكثر وضوحا ليراه العالم ويعرف من نحن وأين نقع. ي

نجلاء حمد الفاضل

طالبة بجامعة البحرين



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة