الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٠ - الخميس ٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١١ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


غياب لاعب أساسي





في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، واليومين اللذين بعده؛ جرت في صباحها ومسائها أعمال تخريب وفوضى واعتداءات على نحو تصعيدي ربما لم تكن مسبوقة فيما قبلها من أيام وأسابيع. وكانت أدوات التواصل الاجتماعي الإلكترونية حينذاك على أشدّها في تناول هذه الأحداث المؤسفة وتداول أخبارها وتطوّراتها، سواء بالصور أو (الفيديوهات) التي كانت تنقل مناظر مؤسفة ومشاهد محزنة. وكان قلق المواطنين والمقيمين كبيراً واستياءهم أكبر من هذه التصعيدات التي تمسّ أمنهم واستقرار البلد وتشكّل تهديداً لسلامته. وأحسب أن غالبية من الناس كانت تترقب الأخبار وتتابعها بكل اهتمام لعلّ فيها ما يطمئن ويزيل ذلك الخوف والقلق على الأرواح والممتلكات والمقدّرات والمكتسبات. غير أن المؤسف له جداّ في تلك الأيام الثلاثة المذكورة هو غياب لاعب أساسي عن الساحة المحلية يصعب قبول غيابه أو تبرير انقطاعه في الوقت الذي كان فيه الجميع يحتاجون إليه ويبحثون عن دوره ويترقبون ظهوره وخاصة الذين يعتقدون بأنه مصدرهم للبيانات والمعلومات وأنه نبض الوطن والناطق بحيويته والناقل لهمومه ومشاكله، هكذا يُفترض لولا أن واقع تلك الأيام الثلاثة بالذات كان شاهداً على الإحباط، بل ومدعاة للغضب على غياب هذا اللاعب الأساسي الذي هو تلفزيون البحرين عن تلك الأعمال المؤسفة. الأسوأ من ذلك أن لاعبنا الأساسي الغائب قد انشغل و(تشاغل) بنقل ومتابعة برامج واحتفالات رأس السنة ومن تم استقدامهم من فنانين ومغنين يحيون ليالي البحرين بالرقص والطرب في صورة تستفزّ المشاعر وتطرح استفهامات عن جدوى التعتيم وجدوى استقدام هؤلاء في هذا الوقت الذي نحتاج فيه ؟ مثلما قلنا سابقاً وتكراراً ؟ إلى أن نرفع أكفّ الدعاء إلى المولى عز وجل ونتقرّب إليه بما يرضيه عنّا لعلّه سبحانه وتعالى يصلح الأحوال ويحفظ لنا وطننا. ويا ليتنا نحذر ونتذكر ما ورد في محكم التنزيل «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».

سانحة:

وتبعاً لما سبق، فإن هذا اللاعب الأساسي إن تكرّر غيابه على هذا النحو، وفقدناه عند الحاجة إليه، وانشغل فيما هو بعيد عن مشكلات وقضايا مجتمعه ومحيطه؛ فلا يلومنّ أحد توجه الناس إلى مشاهدة لاعبين آخرين، قد يفبركون أو يدلّسون أو يسيئون. ولا يأتينا من يتهم تلك القنوات (اللاعبين الآخرين) بنقل الوقائع على غير صحتها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة