الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤١ - الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


أجنحة النملة!





إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز وحرمان العالم من أكثر من ٣٥ في المائة من الإنتاج العالمي من النفط الذي يمرّ من خلال المضيق عبر ناقلات النفط.. إيران تحذر أمريكا من إعادة حاملة طائراتها إلى الخليج وتؤكد أنها (لا تصدر التحذير سوى مرة واحدة)! إيران تهدد الكويت بإنتاج النفط في منطقة الجرف القاري بشكل أحادي ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بينهما.. إيران تجري مناورات في الخليج وتعلن أنها اختبرت صواريخ عدة (عابرة للقارات) وخصوصا صاروخي (قادر) و(نور) اللذين يبلغ مداهما ٢٠٠ كلم ويمكن أن يطاولا أهدافا في مضيق هرمز وبحر عمان والخليج.

قرأت كل هذه العناوين في أخبار الصحف يوم أمس، وسمعتها في نشرات الأخبار، فلم يتبادر إلى ذهني سوى مثل شائع لدينا في البحرين يقول: (ربك إذا أراد زوال النملة نبّت لها جناحين)!

حين ظن (نيرون) أنه (عبقري زمانه) و(وحيد عصره وأوانه) وصل به جنون العظمة والغرور إلى إحراق روما وإلصاق التهمة بالمسيحيين وإعدام الآلاف منهم بطرق وحشية، ثم انتهى به الأمر إلى الانتحار.

وحين ظن هتلر أنه (القائد المظفر الذي لا يُقهر) وصوّر له عقله المريض أنه قادر على محاربة العالم بأسره، جعل من شعبه وبلاده وقودا لآلته العسكرية التي اعتقد بغروره وعنجهيته أنها ستضمن له النصر المؤكد، فأحرق بلاده وقضى على جيوشه، ثم انتهى به الأمر إلى الانتحار.

الغرور وجنون العظمة لا يصلان بأي نظام حاكم إلى أي نصر، بل نهايتهما المؤكدة هي الذل والهوان، ومن المؤسف أنهما لا يقضيان على الحاكم المغرور المجنون بعظمته فقط بل تزهق بسببهما أرواح آلاف البشر الأبرياء، ولنا أصدق مثال فيما جرى في العراق الذي ظن نظامه البعثي الحاكم أنه يملك قوة عسكرية لا تقهر، وحاول استخدام سلاح الإعلام الكاذب لإيهام العالم بقدراته المتفوقة، حتى أعلن أن مزارعا عراقيا بسيطا تمكن من إسقاط طائرة هليوكبتر عسكرية أمريكية ببندقية لصيد العصافير، فكانت نهاية ذلك النظام أن سحقته جيوش التحالف الغربي وجعلته أثرا بعد عين، ودفع شعبه ثمنا فادحا لطموحاته المغرورة وأطماعه في دول الجوار.

حكام طهران يسيرون اليوم على الدرب نفسه، فيهددون دول الجوار بنزاع نفطي مماثل لما أقدم عليه النظام العراقي فكان سبب فنائه، ويتوعدون أقوى دول العالم عسكريا بضرب حاملات طائراتها إذا دخلت مياه الخليج، وبلغ من صلفهم وغرورهم أن قائد جيشهم اختتم تحذيره للولايات المتحدة بعدم عودة حاملات طائراتها إلى الخليج بقوله إن بلاده «لا تعتزم تكرار تحذيرها ولا تحذر سوى مرة واحدة»!

أمريكا والغرب يلعبون مع إيران اللعبة القذرة نفسها التي سبق أن لعبوها مع العراق، ويحفرون لها الحفرة نفسها، وهي بمنتهى الغباء تغذّ المسير إليها بخطى حثيثة معتقدة أن هياكل الحديد الخردة المزودة ببضعة كيلوجرامات من البارود والتي تطلق عليها مسمى (صواريخ عابرة للقارات) ستبث الرعب في قلوب أعدائها الغربيين المتربصين بها - وبدول الخليج كلها - الدوائر!

نهاية نظام الملالي في إيران اقتربت، وللأسف سيدفع شعبها وشعوب دول الخليج العربية كلها الثمن، ولن يستفيد من مغامرات ذلك النظام الدموي وعملائه سوى (الشيطان الأكبر) الذي سيسحقهم عما قريب كما سحق نظام البعث العراقي، وكما أسقط النظام الليبي المدجج بأحدث الأسلحة وأقواها من دون أن ينزل جندي غربي واحد على الأراضي الليبية.





salah_fouad@hotmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة