الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤١ - الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





يحدث أحياناً أن المدربين لهم الحق في معاتبة اللاعبين إذا لم يحقق الفريق النتيجة الايجابية التي يريدونها سواء في مسابقتي الدوري أو الكأس أو أي مسابقات أخرى، لكن ماذا لو فكرنا وقلنا من يعاتب المدرب إذ أخفق الفريق ولم يحقق النتيجة المطلوبة؟. إن كرة القدم مرت بالكثير من المراحل التاريخية فقد كانت لعبة من العاب الاستمتاع واللهو ثم صارت لعبة لها الكثير من الإيرادات المالية والتسويقية وهذا باختصار شديد أما اليوم فنحن مع خليط من الهواية والاحتراف والهواية لازالت تنمو في البلدان النامية ولم تتحرك إلى الأفضل أما الاحتراف فقد تخطته الدول الأوروبية وصارت كرة القدم اليوم مادة تساعد الدول على تنمية الاقتصاد وإنعاش المجتمعات وتقوية الأفراد وضخ المال من كل مكان.

أصبح لاعب كرة القدم المحترف لايتكلم إلى الصحافة الرياضية إلاّ إذا دفعت له مالاً ولا يتحدث في التلفاز ببلاش ومن شروطه أن يظهر بإعلان الشركة التي ترعاه وعليه ألاّ ينساها عندما يتحدث عن نفسه، أما اللاعب الهاوي فيجلس منتظراً أي رجل صحافي يتصل به ليجري معه أي لقاء تافه وينشره ليتكرم على هذا اللاعب بما نشره وببلاش (ضع تحت كلمة بلاش خطاً أحمر) وهذا هو الفارق بين الكرة السابقة واللاعبين الماضيين واللاعبين الحاليين، على ضوء هذا الفارق كيف يعاتب المدرب لاعبيه بالتقصير في تحقيق النتائج المرجوة وهو يعلم أن اللاعبين الهواة لا يصح معاتبتهم وتعاتبهم على ماذا؟

إن كانوا لا يعرفون أن يلعبوا كرة القدم فالخطأ ليس منهم وإن كانوا لا يجيدون التفكير فالخطأ ليس منهم وإن كانوا لا يفهموا أي شيء في كرة القدم فالخطأ يقع على الذي ورّط النادي بهم، هؤلاء لا يعاتبون كمثل المريض الذي ليس عليه حرج أو المجنون أيضاً، المعاتبون هم المحترفون الذين وفرت لهم السبل كافة ليتألقوا ويبدعوا ويجذبوا لناديهم الشركات والإعلانات والأموال فهؤلاء هم من تقع عليهم المساءلة، الشق الثاني من السؤال من يعاتب المدرب؟، إذا كان المدرب في عالم المحترفين فمن المؤكد أن الذي يعاتبه هو العقد المبرم بينه وبين النادي وإذا كان من عالمنا النامي فلا يوجد هناك من يستطيع معاتبة المدرب لأننا عشنا زمناً كان فيه المدرب هو الكل في الكل حتى رئيس النادي لا يستطيع أن يبحلق في عينيه، إن كرة القدم تحمل في طياتها الكثير من المواضيع الفلسفية الدقيقة والذين يعشقون كرة القدم هم أكثر المتضررين منها.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة