من ينشد الإصلاح لا يمارس التخريب
 تاريخ النشر : السبت ٧ يناير ٢٠١٢
بقلم:الدكتور عبدالرحمن عبدالله بوعلي
من يناد بسيادة القانون ويدعُ إلى قيم العدالة والمساواة لا يمكن أن يكون طريقه إلى ذلك ممارسات تخالف القانون، وتقلب موازين العدالة، وتتعامل مع مكونات المجتمع الواحد والأسرة الواحدة وفق مفهوم «الفرقة الناجية»، التي تملك وحدها الحقيقة كل الحقيقة وكل ما تمتلكه الفرق الأخرى باطل وغير مقبول..!
ومن يناد بالدولة المدنية، لا يمكن أن تكون رسالته لذلك حرق الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل مسيرة الحياة اليومية، وتخريب منجزات الوطن.
والرسالة الوحيدة التي يمكن التقاطها من سلوكيات وممارسات كهذه، هي أن تخريب البلاد وتدمير مكتسبات الوطن، والاستهانة بحياة الناس وأمنهم واستقرار معيشتهم، أصبحت هي الأجندة الرئيسية لبعض الجمعيات والكيانات المعارضة.. وما هذا الانتقال السريع من استخدام شعار «السلمية» إلى استخدام المولوتوف، إلا التأكيد الأكثر جلاءً أن ادعاء السلمية لم يكن سوى غطاء مرحلي، وتكتيك ميداني، وقميص ترتديه بعض قوى المعارضة في الصيف أمام كاميرات الإعلام، وتخلعه في الشتاء في شوارع سترة والبديع والدراز!
وحين تكون الرسالة التي ترسلها بعض قوى المعارضة وصفة كاملة ومتكاملة للتخريب والدمار، والاستهتار بقيم الوطن وأعرافه ومكتسباته.. فلا بد من البحث عن رسالة أخرى.. رسالة إيجابية بكل معنى الكلمة، رسالة تحمل معها بذور الحياة والنماء..
وهذا الاسبوع جاءت الرسالة من حيث تأتي كل الرسائل الايجابية، ومن حيث تأتي الحكمة.. من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حين يقول: «إن من ينشد الإصلاح والتطور لبلده لا يمكنه أن يقبل أو يسمح أو يشجع على أتون الاضطراب أو الانزلاق الطائفي فيها».. وحين يقول سموه حفظه الله: «إن الأعمال الخارجة عن القانون مرفوضة من الجميع. ولكن يجب أن يكون لمن تضرروا موقف واضح إزاء الأعمال الإجرامية التي تهدد مصالحهم. ويجب أن تجتمع الكلمة والموقف لمواجهتها والتصدي لها».
والسؤال المطروح الآن على كل العقلاء في البحرين، هو: ما هي الرسالة التي يقبلها العقل السليم والضمير الحي والفكر المستنير؟ هل هي الرسالة التي تمثل وصفة للخراب والضياع؟ أم الرسالة التي تمثل وصفة للحياة والازدهار والاستقرار..؟
السؤال المطروح الآن على كل النخب الفكرية والسياسية والاجتماعية، وعلى رجال الدين والعلماء، ورجالات البحرين ووجهائها، هو: إلى متى السكوت عن النار المشتعلة..؟ وإلى متى هذا الصمت على هذه الممارسات التخريبية التي لا يقبلها عقل سليم ولا ترضاها نفس أبيّة ولا ضمير وطني أصيل..؟
إن قوى المجتمع البحريني، مطالبة اليوم، بالوقوف وقفة عزة وإباء تجاه هذا العبث السافر بأمن الوطن والاستهتار بحياة الآمنين وممتلكاتهم.. وتجاه بذور الكراهية التي يعمل البعض على غرسها في تراب الوطن الواحد.. ومطالبة بالانحياز الطبيعي إلى العقل والضمير والوعي المستنير.. بل الانحياز إلى الوطن الواحد والأسرة الواحدة التي تجمعها أواصر المحبة والتسامح، ولا تفرق بينها الشعارات المخادعة والاجندات الهدامة.
إن المرض إذا تـُرك من دون علاج، استشرى وصعب علاجه وأدى إلى الهلاك. ونحن بالتأكيد لم نصل إلى هذا الحد، ولذا يتعين على وجهاء البلاد وشخصياتها ورجالاتها وعقلائها وأهل الحل والعقد فيها سرعة القيام بمبادرة وطنية صادقة وشاملة وحاسمة في الوقت نفسه، لوأد الانقسام ولمّ الشمل والخروج بالوطن من عنق زجاجة الطائفية والكراهية والعنف، إلى براح التسامح والعمل المشترك وروح الأسرة الواحدة التي لطالما اختبرناها وعايشناها قبل أن تدهمنا السياسات والاجندات الخارجية بمفاعيلها ومخططاتها.
إنها دعوة من القلب لكل قلب بحريني مخلص.. ودعوة من العقل لكل عقل بحريني مستنير.. ودعوة من مواطن بحريني مهموم بوطنه وشعبه لكل مواطن بحريني يحمل الهم ذاته.
في الشأن الوطني: المحافظات وغياب دورها الأمني والاجتماعي
خلال لقاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء معالي وزير الداخلية والمحافظين أكد سموه دور المحافظات في تعميق الشراكة المجتمعية وترسيخ مفهوم الأمن المجتمعي، لافتاً سموه إلى ضرورة أن يكون للمحافظين حضور حقيقي في كل شئون المواطنين وخاصة ما يتصل بالشأن الأمني. والحقيقة ان الغائب الأكبر في الساحة هو الدور الأمني للمحافظات، التي يفترض أن تكون على رأس الجهود الحقيقية والفاعلة لجهة تكثيف التواصل بالمواطنين والأهالي والانخراط معهم في شراكة هادفة ومسئولة تشتمل على برامج توعية وطنية وعلاقات عميقة بالاتجاهين وتواصل مستمر.
.