لا أعتقد أن هناك اتحاداً كروياً صارماً على مستوى أوروبا والعالم على قدر ومستوى المنظومة الإدارية المتوفرة لدى الاتحاد الانجليزي لكرة القدم في الوقت بالذات وقبل أي وقت آخر أيضا، الاتحاد الانجليزي مفتوح العينين على كل كبيرة وصغيرة تحدث في ملاعب الكرة ولديه أطقم تدير المشاكل وتصدر العقوبات بحيادية تامة ولا يوجد في هذه المنظومة أي رجل منتمٍ لأي نادٍ انجليزي يلعب في الدوري الممتاز هناك لأن الحيادية شرط من شروط هوية العضو وهي تبعد الشخص عن الشكوك التي تحيط بالمنتمين وتجعل القرارات مجرد حبر على ورق.

لقد تابعنا منذ فترة طويلة التلاسن اللفظي الذي حدث بين اللاعب لويس سواريز مهاجم فريق ليفربول وهو من أوروجواي واللاعب الفرنسي باتريس ايفرا مدافع نادي مانسشتر يونايتد في المباراة التي جرت على ملعب ليفربول خلال الأسبوع الثامن من الدوري وانتهت بالتعادل ١/١، كان مانشستر يونايتد قدم تقدم باحتجاج إلى الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بناء على لفظة جارحة قالها سواريز في وجه ايفرا وهي (زنجي) وظل سواريز ينكر التهمة الموجهة إليه فترة طويلة وهو موقوف عن اللعب إلى أن اعترف في نهاية المطاف بأنه قالها للاعب المنافس أثناء سير المباراة حين أوقف الحكم اللعب وذهب للاعبين ليفك الاشتباك الكلامي بينهما وكان المعتدي هو سواريز.

ونقلت العديد من الصحف الانجليزية قبل يومين اعتراف لويس سواريز قوله إنه اعتذر أمام اللجنة عن قيامه بتوجيه إهانة عنصرية للاعب المنافس وقال باللهجة الاسبانية إنني قلتها مرة واحدة ولن استخدم مثلها في الملاعب الانجليزية، وقال أنا لم أقصد الإهانة وإذا كانت الكلمة قد تسببت في أذى لأي واحد فإنني اعتذر عن ذلك، وكان الاتحاد الانجليزي لكرة القدم قد أصدر عقوبة ضد اللاعب بالإيقاف (٨) مباريات وغرامة (٤٠) ألف جنيه إسترليني بما يعادل (٦٢) ألف دولار بعد الإدانة الصادرة من اللجنة المستقلة المسئولة عن مثل هذه الأحداث التي تحارب العنصرية في الملاعب الانجليزية، وقال سواريز إنه سينفذ العقوبة الصادرة ضده واستخدم كلمة زنجي لوصف ايفرا وزعم إنها كلمة شائعة ما يعني إنها غير مسيئة في بلاده، على كل حال هذه نماذج من القرارات التي تعالج أي سموم عنصرية داخل الدوري الانجليزي وعلينا أن نتصور قيمة هذه الرسالة الرياضية لكل اللاعبين دون استثناء.