الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٤ - الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


احذروا تصريحات «الحرب» والغزل السياسي!





لو تابعنا التصريحات والتهديدات المتبادلة بين إيران وأمريكا فقط في الأسبوع الماضي لقلنا بلا شك إن الحرب وشيكة بينهما.. ذلك ان «طهران» هددت بغلق مضيق هرمز في حالة فرض حظر اقتصادي أمريكي على مبيعات النفط الإيراني في العالم، فردت «واشنطن» بأنها سوف تمنع غلق المضيق، وسوف تفتحه في حالة الاغلاق، ولا نعرف كيف يمكن اغلاق مضيق عرضه خمسون كيلومترا!.. ثم جاء تصريح قائد القوات الايرانية بتهديد أمريكا إذا أعادت مدمرة عسكرية أمريكية لدخول مياه الخليج بعد أن غادرتها مؤخرا! فردت أمريكا: (سنعود)! كما لو كانت هذه المدمرة البحرية هي الوحيدة في الخليج العربي!

حرب التصريحات هذه كانت تعطي إشارات باندلاع حرب وشيكة بين أمريكا وايران، حتى جاءت حادثة انقاذ البحرية الأمريكية لثلاثة عشر بحارا ايرانيا بعد أن احتجزهم قراصنة صوماليون في بحر عُمان، ورد متحدث باسم الخارجية الايرانية بانه «يعتبر هذه الخطوة بادرة إنسانية إيجابية ويرحب بهذه البادرة»!

حينها قلنا: (خلاص.. طاح الحطب)! وتلاشت بوادر الحرب الوشيكة بين أمريكا وايران، وهذه «الحرب الوشيكة» كنت أسمع عنها وأقرأ عنها منذ عام ١٩٧٩ حتى الآن! أي منذ قيام (الثورة الاسلامية) في ايران، وكل مرة يتم التصعيد في لغة الحرب، ولا نرى سوى صفقات أسلحة بمليارات الدولارات تنفقها (دول مجلس التعاون الخليجي) ويستفيد منها شركات ومصانع السلاح الأمريكية التي تحتاج إلى كل (دولار) هذه الأيام لكي يتعافى الاقتصاد الأمريكي من كبوته الكبيرة منذ عام ٢٠٠٨ حتى الآن!

لكن من جهة أخرى.. عليكم الحذر من تصريحات الحرب.. وتصريحات «الغزل السياسي» بين أمريكا وايران (وخصوصا بعد انقاذ البحارة الايرانيين).. ذلك أن تصريحات (الحرب) استفادت منها شركات ومصانع الأسلحة الأمريكية، ولكن تصريحات (الغزل السياسي) من يستفيد منها؟!

إيران تريد أن تكون هي المستفيدة من «الغزل» السياسي، ليس فقط باستبعاد الحرب عن أراضيها، بل تريد مزيدا من النفوذ الايراني في منطقة الخليج، وبالتحديد في البحرين!.. طهران تريد من واشنطن أن تهديها النظام السياسي في البحرين، من خلال تمكين «جمعية الوفاق الاسلامية» ومرجعية ولاية الفقيه الطائفية من حكم البلاد تحت غطاء (الحكومة المنتخبة)!

ومثلما تمت الصفقة بين ايران وأمريكا، حيث سلمت الأخيرة (العراق) للنفوذ الايراني، يتم حاليا دراسة صفقة جديدة بتسليم (البحرين) الى ايران أيضا!.. وما التصعيد وأعمال العنف والتخريب والمناوشات بالمولوتوف في شوارع البحرين مؤخرا إلا تمهيد لهذه الصفقة القاتلة!.. لكن هل يمكن للشقيقة الكبرى (السعودية) أن تقبل بأن يحكم (حزب الله) البحرين على بُعد بضعة كيلومترات من حقول آبار النفط السعودية في المنطقة الشرقية؟!ئك







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة