هل يبيعنا الغرب يوما إلى إيران؟
 تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢
بقلم: رمضان محمد علي
يقول صديقي ماذا دهى ايران؟ كل يوم تفجر قنبلة على المجتمع الدولي تعبيرا عن قوتها وتستفز دول الخليج والمجتمع الدولي، ويتساءل صديقي هل هي قوية حقا أم انها جعجعة بلا طحن وان مصيرها سيكون مثل مصير صدام؟
من المحتمل ان تقع ايران في الفخ العراقي نفسه: فخ الأنظمة التي تستخدم البروبجندا في تعبئة شعوبها واتباعها وعندما تحين ساعة الصفر تتهاوى كنمر من ورق مثلما حصل لصدام والقذافي وغيرهما.
لكن من المحتمل ان تكون ايران تلعب لعبة ذكية مع الغرب والولايات المتحدة على حساب دول الخليج والعالم العربي أجمع، فقد عرفنا ايران بأن في نظامها - احيانا - شيئا من العقلانية والموضوعية وهو ما لاحظناه في توافقها السياسي مع امريكا في العراق وافغانستان بهدف كسب الوقت لتحقيق طموحات مشروعها النووي الخطر. وما تقوم به ايران من مناورات وتسريبات بشأن مشروعها النووي ما هو الا رسائل لأمريكا والغرب بأنها قوة اقليمية قوية في المنطقة وان على الغرب ان يحسب لها الف حساب ولا يدخل معها في مواجهة بل في تفاوض يعيد ايران الى محاولة لعب دور شرطي للمنطقة يسيطر على منطقة الخليج ويكون رقما مهما في لعبة السيطرة على هذه المنطقة النفطية ذات الأهمية الجيوسياسية.
ايران تعلم علم اليقين بأن الغرب لن يسمح لها بانتاج السلاح النووي لكن يمكن ان يساومها في المقابل اذا قبلت باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وصرفت النظر عن السلاح النووي.
الكل يعرف أن السياسة ليست فيها مبادئ ولا صداقات أو عداوات دائمة بل هي رهينة المصالح. واذا اعتقدنا أن امريكا هي صديقتنا في الخليج العربي وهي قادرة على حمايتنا من اي تدخل اجنبي فنحن واهمون. امريكا والغرب يريدان الحصول على نفطنا بأمان وسلام ومن دون ازعاج واذا ضمنت لهم ايران ذلك فليس من المستبعد ان يكون هنالك تفاهم امريكي ايراني سيكون كارثيا بالنسبة إلينا.
لكن هل هناك استعداد خليجي لسيناريو يطلق فيه الغرب العنان لإيران في الخليج لتفعل ما تريد؟ حسب ما اراه في الظاهر ليس هنالك اي بوادر استعداد لمواجهة مثل هذا التطور، فالوحدة الخليجية هدف بعيد المنال وليس هنالك اي خطوات عملية في هذا الطريق، ثم أن بعض دول الخليج اصبحت تغرد خارج السرب الخليجي وتبحث لها عن تحالفات خارجية.
.