السرقات الأدبية
 تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢
مع الأسف الشديد في عصرنا الحالي وفي العالم الادبي بالتحديد انتشرت ظاهرة السرقات الادبية بشكل كبير وصريح على الرغم من وجود قوانين الردع ضد هذه التصرفات ولكن مع ظهور وسائل الاعلام الجديدة مثل الانترنت وفروعها المتمثلة في المنتديات والمدونات وما شابه ذلك.
فقد أصبحت عملية السرقة من المنتديات الأدبية والمدونات سهلة جدا باستخدام طريقة النسخ الالكتروني واللصق ونسبه ضمن كتابات السارق الشخصية وتوجد طريقة واحدة فقط لحفظ النص الادبي وهي عندما يتم نقل المحتوى من منتدى إلى اخر يجب كتابة كلمة منقول في اسفل الموضوع لكي يعرف القارئ عدم ملكية الناقل الرواية او القصيدة.
وانفرد منتدى شظايا ادبية بطريقة مثلى من ناحية توثيق النصوص وهي عند كتابة أي قصيدة في هذا المنتدى يتم توثيق النص للكاتب مباشرة وتكون حقوق النشر محفوظة وهذه الميزة مفقودة نوعا ما في المواقع الأدبية الأخرى.
للسرقات أحداث مشهودة وملحوظة قد تعرض لها الكثير من الكتّاب والشعراء والرواة ومن هذه الأحداث تم نشر قصيدة في جريدة الوحدة في ابوظبي باسم الشاعر محمد سالم بعنوان (آه يا من صوّب) وكانت هذه القصيدة لصاحب السمو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي قالها بتاريخ ٣/٣/١٩٨٢ ونشرت في الصحف المحلية آنذاك.
البعض قد يجهل التفريق بين الاقتباس والسرقة والاثنين مضمونهما يختلف عن الاخر في الاول باستطاعة الاديب ان يأخذ من غيره مع ذكر اسم كاتب النص المقتبس منه، اما الثاني مثل العملية الاولى لكن الاختلاف فيها هو أنه ينسبها إلى نفسه.
للاقتباس حدث مشهور تحدثت عنه الألسنة في الخليج قبل ٥ سنوات عندما اقتبس الشاعر الاماراتي علي بن سالم الكعبي بيت شعر من الشاعر محمد بن سرار الشهراني رحمه الله استخدمه مطلعا لقصيدته يقول البيت (ان عشت يا راسي كسيتك عمامه؟ وان مت يا راسي بكتْك العمايم) ولكن جهلاء الادب توالوا عليه بالانتقادات اللاذعة من قبل وسائل الاعلام إلى ان الكعبي كتب قصيدة أخرى لتبرير موقفه قال فيها (الشعر يبنى بطيب عادات وسلوم؟ ولا صاب من يبني على الزور بيته) وقال فيها أيضا:
صارت سوالف من ورى بيت وعلوم - هذا الذي كنت انتظره ولقيته
سكت حتى يكثر الصوت والسوم - كل على نيه ولي ما نويته
في رأيي الشخصي يجب العمل على وضع قوانين تحمي نصوص الكتّاب من السرقات الادبية في الشبكة العنكبوتية بما ان الاعلام الجديد تفوق نوعا ما على الصحف والجرائد ومن يخالف تكون عقوبته غرامة مالية لكي يكون الجزاء رادعا ولأن النص الذي يُكتب من جهد الأديب يجب على القراء أصحاب الضمائر الطيبة ان تقرأه من دون اختلاس أتعاب من كتب وسهر على نصه.
يوسف شويطر
طالب بجامعة البحرين
.