الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٩ - السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


في البحرين.. المعارضة الشعوبية والكذب





يبدو أن جماعات ولاية الفقيه «المعارضة» في البحرين تعيش أزمة إعلامية سحبتهم إلى أزمة سياسية..

الأزمة الإعلامية تتلخص في أنهم بالغوا في الكذب، بل اعتمدوا الكذب في كل أقوالهم وأفعالهم، فيما حاولوا أن يطلقوا على حركتهم مسمى «الثورة».. ولأن حبل الكذب قصير، ولأنه «لا يصدقهم كل الناس كل الوقت»، ولأن الكذب يخذل أصحابه في منتصف الطريق، فإن جمعية الوفاق الإسلامية وأخواتها وقعت في المحظور.. وهذا ما حاول أمينها العام ترقيعه في كلمته الأخيرة بأكاذيب جديدة، لإقناع العالم بأن جمعيته وأتباعه «غير موالين» لولاية الفقيه، وأن حركتهم «غير دينية»، و«غير طائفية»، وأنهم لا يطالبون بدولة دينية، و«مطلبهم هو دولة مدنية، لا بل ليبرالية»، فكانت كلمة هزلية تبعث على الضحك، كأي كوميديا سوداء.

الواقع أن الوفاق و«أخواتها» كانوا يعتقدون، بل يأملون أنهم سيحققون النجاح السريع في حركتهم الانقلابية، فكان الكذب وسيلتهم الأولى، فكذبوا على العالم، في تصريحات سريعة ومواجهات إعلامية متسارعة، وصدّقهم بعض من الناس لبعض من الوقت، ولكن لم تنطل أكاذيبهم على الشعب البحريني. ولأنهم كانوا مكشوفين بتبعيتهم لولاية الفقيه في كل تفاصيل ومسميات حملاتهم وخطبهم وشعاراتهم وأحقادهم، فإننا نجحنا في إقناع العالم - بالأدلة والإثباتات والبراهين - بأن هذه الجمعية وأخواتها يمارسون الطائفية، بمنهج ولاية الفقيه، وليس «الثورة»، وأقنعنا العالم بأنهم - لشدة طائفيتهم وما تحمله هذه الطائفية من أحقاد شعوبية خطرة - لم ينجحوا في كسب تعاطف الشعب البحريني إلى جانبهم.. بل إن أداء الوفاق وأتباعها طوال السنة الماضية كان سبباً في نفور الشعب منهم، حتى نجحت هذه الجمعية في بناء جدران الكراهية بين الطوائف الإسلامية في البحرين، وزاد إيمان شعبنا بحاجته إلى النظام السياسي القائم، أكثر من أي وقت سابق، ليحمي أمنه ومستقبله وحقوق أجياله القادمة في مواجهة الرياح الطائفية الصفراء القادمة من الشرق.

في غباء سياسي محكم، حاولت «الوفاق» ومن يسير على دربها من جماعات العنف خلال الفترة الماضية محاكاة ثورة الأئمة الأطهار، لتحوز الأتباع والجماهير، وتناسوا أن من قام بتلك الثورات التاريخية كانوا أئمة من سلالة الأنبياء العرب، فلم يمارسوا الكذب ولم يبطنوا الحقد والكراهية ضد أي طرف أو فرد، فشتان بين أنبيائنا وسلالتهم العربية، وبين سلوكيات الشعوبية التي باتت هوية التابعين للأجندات الإيرانية.. فالتاريخ يشهد لأنبيائنا وأئمتنا العرب بأنهم لم يشكلوا أو ينظموا يوماً، حزباً أو كتلة طائفية لشق صفوف أمتهم، ولم يتحالفوا مع أجنبي ضد إخوتهم وأبناء عمومتهم، ولم يكونوا يوماً سبباً في خلاف بين الأشقاء والعائلة والعشيرة الواحدة، كما فعل الشعوبيون اليوم في مجتمعاتنا لتحقيق كسب سياسي رخيص، متخفين تحت الرايات التاريخية النبيلة..

وبكل تأكيد إن هذه التيارات السياسية الطائفية التي نشأت في بيئة الكذب، وأسست له مبدأ عقائدياً، لن تتمكن يوماً من التخلي عن ممارسة الكذب، وخصوصاً أنها ترى الكذب مشروعاً، لا بل مبدأ من مبادئ العمل العقائدي والسياسي، ولا تنسوا أن من شب على الكذب شاب عليه (نسبة إلى حكمة عربية معروفة).

في الجانب الآخر، من المعروف أنه عندما يكون الهدف باطلاً، فإن الصدق لا يحقق الهدف المطلوب فيصبح الكذب سلاحه، ولأن أهداف ولاية الفقيه الطائفية في بلادنا باطلة، ولعدم وجود قضية وطنية مشروعة تبرر عنف هذه الجماعات وأداءهم التدميري ضد البحرين والبحرينيين الأبرياء في شوارعنا وعلى صفحات الإعلام الغربي، صار الكذب أهم الأدوات التبريرية للمدعوة «المعارضة البحرينية».

لذلك تم افتعال الكذبة الأخيرة حول تعرض ناشط حقوقي للضرب، وبث صور كاذبة عن هذا الحادث المفتعل عندما لم يسعفهم الصدق والواقع، فحين فهم رجال الشرطة اللعبة التي يلعبها الكذابون بتلك المسيرة المفتعلة في تلك المنطقة السكنية المزدحمة، وأجادوا التعامل معها بحرفية عالية، لجأ الناشط وأتباعه إلى نشر أخبار كاذبة وصور قديمة له على أنها من موقع الحادث لافتعال أزمة إعلامية، وافتضح الأمر في أقل من ؟؟ ساعة، وتابعنا بعد ذلك كيف تحولت تلك الكذبة إلى أزمة ضد أصحابها، وهكذا صار من السهل جدّاً ضبطهم متلبسين بالكذب الممنهج والمتعمد ووضعهم أمام الإعلام العالمي ليتعرفوا على جماعات ولاية الفقيه وهي تكذب على العالم يوماً بعد يوم، مستهدفة سيادة البحرين وهويتها.

ونصيحتنا للسفارات الأجنبية أو المنظمات الحقوقية، ومن يهمه الحفاظ على مصداقيته وصورته أمام شعوب المنطقة، نصيحتنا له الحذر من أتباع ولاية الفقيه الفاقدة للمصداقية والأمانة في البحرين، وهم المشبوهون بالكذب والطائفية عبر تاريخهم وإرثهم الثقافي والأخلاقي وولائهم العقائدي.





sameera@binrajab.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة