الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٢ - الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





صارت علاقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع جماهير نادي ريال مدريد على درجة كبيرة من التوتر والسوء وبالتالي يفكر النجم تفكيراً جاداً في مغادرة النادي الملكي والانضمام إلى نادي مانسشتر سيتي الانجليزي متصدر الدوري هناك حتى الآن، هذا ما قرأناه من أخبار في الصحافة الاسبانية الناطقة باللغة الانجليزية فضلاً عما تنشره وكالات الأنباء العالمية وما يكتب عنه في الصحافة الرياضية العربية، في اعتقادي أن مثل هذه الأخبار مجرد تكهنات فيها الكثير من التوابل المحرقة والطعم البايخ الذي لايدخل إلى الفم ولا يستسيغه اللسان أو الذوق الجميل.

النجم كريستيانو رونالدو هو اليوم واحد من أبرز المهاجمين في العالم ويلعب لأكبر الاندية الاوروبية وأكثرها فوزاً بالبطولات على المستويين المحلي والاوروبي فكيف يفكر مثل هذا التفكير ليذهب بسبب الاختلاف إلى نادٍ للتو ينافس على بطولة الدوري ويحاول جاهداً الفوز به وهو يعلم أن هناك اندية عريقة تحاول خنقه وإبعاده عن المقدمة؟ لا يعقل أن تتم مثل هذه الصفقة التبادلية التي قيلت في الصحافة بأن يذهب رونالدو مقابل اجويرو وسيلفا إنها بلا شك فبركة كلامية لا يقبلها عقل المجنون، صحيح إن جماهير ريال مدريد تريد من كريستيانو رونالدو الشيء الكثير من الابداع وهي تعلم أن اللاعب ليس بمفرده في الملعب وعليها أن تعلم أيضاً أن كرة القدم لعبة جماعية الكل يذوب في الكل والنتيجة تكون ايجابية كما أنها تعلم أن محركات رونالدو الاعجازية لايمكن لها أن تصنع المعجزات مالم يكن هناك مدرباً ماهراً على مقاعد الاحتياطيين يحرك الطاقة ويحشد الهمم ويستثمر الموهوبين لكن حالياً لايمتلك نادي ريال مدريد المدرب الكفء بتاريخه وامكاناته لهذا لابد أن «تزعل» جماهير الريال وتصب غضبها على أبرز اللاعبين والهدف توصيل صوتها إلى ادارة النادي لأنها لو هاجمت أي لاعب يقل قيمة عن رونالدو ما وصل صوتها إلى رئيس النادي أو ادارته.

علينا أن نفهم أن الجماهير الكروية ليست عقلانية في كثير من الأمور إنها تتحدث بالعاطفة وتناقش باللسان ولا يمكن أن تجد من بين جماهير ريال مدريد مشجع يحب برشلونة أو العكس لن تجد مشجعاً لبرشلونة يحب ريال مدريد فالعاطفة تغلب أحياناً على التفكير المنطقي والخبر عن صفقة هو فبركة ليس إلاّ.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة