الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٤ - السبت ١٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


باراك: قرار إسرائيل شن هجوم على إيران «لا يزال بعيدا جدا»





قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أمس الأربعاء ان اي قرار إسرائيلي حول مهاجمة إيران من اجل وقف برنامجها النووي لا يزال «بعيدا جدا».

وصرح باراك لاذاعة الجيش الاسرائيلي «لم نتخذ قرارا للمضي في هذه الامور وليس لدينا قرار او موعد لاتخاذ مثل هذا القرار. الامر كله بعيد جدا». وردا على سؤال لتوضيح ما يقصده بـ «بعيد جدا» قال باراك انه لا يريد ان يطلق «توقعات».

وتقود واشنطن حملة لفرض عقوبات اشد على الاقتصاد الإيراني في محاولة لوقف البرنامج النووي الإيراني الذي تشتبه اسرائيل والدول الغربية في أنه يخفي مساعي لامتلاك اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران.

لكن باراك قال انه لا يعتقد ان إيران اتخذت قرارا بإنتاج رأس حرب نووي. وقال «لم ينه الايرانيون بعد الرقابة التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واضاف «لم يفعلوا ذلك لانهم يعرفون انها ستشكل دليلا على الطبيعة العسكرية لبرنامجهم النووي وان ذلك سيثير عقوبات دولية اشد او انواعا اخرى من الاجراءات ضد دولتهم».

وتقول اسرائيل التي يعتقد انها الجهة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك ترسانة نووية، ان امتلاك إيران السلاح النووي سيمثل خطرا على وجود اسرائيل.

ولم تستبعد اسرائيل اللجوء إلى الحل العسكري لمنع إيران من الحصول على تلك الاسلحة. الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اوضح الاربعاء ان شن اي هجوم عسكري على إيران سيشكل «كارثة تؤدي إلى اخطر العواقب» يمكنها وخصوصا ان تؤجج التوتر الحالي بين المسلمين السنة والشيعة. وقال لافروف في مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول احتمالات شن اي عمل عسكري ضد إيران «بالنسبة إلى فرص حدوث مثل هذه الكارثة، يجب طرح السؤال على الذين يتحدثون باستمرار عن ان هذا الخيار يبقى مطروحا على الطاولة». وحذر لافروف من «اخطر العواقب» لمثل هذا الهجوم، وقال انه قد يؤدي إلى ازمة لاجئين في المنطقة وسيؤجج التوترات بين الطوائف في المنطقة.

وقال «لا شك لدي في ان العمل العسكري لن يؤدي سوى إلى صب الزيت على النار في النزاع الذي لا يزال قائما بين السنة والشيعة. ولا اعلم اين ستنتهي التفاعلات الناجمة عن ذلك».

الا ان باراك نفى عشية زيارة رئيس الاركان الامريكي مارتين ديمبسي ان تكون اسرائيل تتعرض لضغوط امريكية. وقال باراك ان «رئيس الأركان ليس آتيا بهدف الضغط على اسرائيل. الولايات المتحدة تعرف ان اسرائيل تأخذ في الحسبان الاعتبارات الأمريكية الا ان الحكومة الاسرائيلية مسؤولة عن امن اسرائيل ولا نستطيع ان نضع هذه المسؤولية على الجانب لاي احد حتى اصدقائنا الامريكيين».

وقررت الولايات المتحدة واسرائيل الاحد ارجاء مناورات عسكرية مشتركة مقررة الربيع المقبل. وكان الجيش الاسرائيلي أكد في ديسمبر ان هذه المناورات مقررة مسبقا ولا علاقة لها بالتوتر الحالي بشان البرنامج النووي الايراني.

وتسعى الولايات المتحدة حاليا لفرض عقوبات جديدة على طهران تتضمن صادراتها النفطية ومؤسساتها المالية الامر الذي دفع إيران للتهديد باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. ويتهم نتانياهو إيران بالسعي لاستغلال الاضطرابات في المنطقة عقب مغادرة القوات الامريكية من العراق «لزعزعة استقرار» المنطقة ما سيدفع اسرائيل إلى «تعزيز قدراتها الدفاعية ضد الهجمات الارضية والجوية». ولا تخفي اسرائيل رغبتها في رؤية عقوبات مشددة تفرض على إيران لوقف برنامجها النووي التي تصر طهران انه لاغراض مدنية فقط.

في الوقت ذاته صرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في أنقرة ان المفاوضات المتوقفة منذ عام واحد بين إيران والقوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني ستجرى في اسطنبول «على الأرجح». وقال صالحي في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام «لست متأكدا لكنها ستجرى في اسطنبول على الأرجح»، بدون ان يحدد اي موعد لها.

وادلى الوزير الإيراني بهذه التصريحات عند وصوله إلى تركيا لحضور منتدى اقتصادي ثنائي وإجراء محادثات حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وشدد صالحي على ان نظيره التركي احمد داود اوغلو يجري اتصالات بوزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون وكبير المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي سعيد جليلي، لتحديد موعد استئناف المفاوضات الثنائية، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.

واعرب الوزير الايراني عن امله في الاعلان عن هذا الموعد في مستقبل قريب، كما اوضحت وكالة انباء الاناضول. واجريت الجولة الاخيرة من المفاوضات بين إيران ومجموعة ٥+١ (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في اسطنبول في يناير ٢٠١٠، لكنها لم تسفر عن نتيجة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة