قرأنا بالأمس تصريحاً غريباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر يقول فيه إن الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) مؤهل لخلافته في منصبه!!، بالطبع مثل هذه التصريحات تنشرها وكالات الأنباء ونحن نقرأها كما ترد إلينا سواء باللغتين العربية أو الانجليزية والقراءة تختلف عن السمع المباشر لمثل هذا الكلام أو هذه التصريحات وعلى هذا الأساس نحن نناقش فكرة المضمون من التصريح ومن حقنا التعليق عليه لكننا لا نرفضه لأن من حق المتكلم أن يقول ما يشاء في حدود المسموح به قانونياً، وقال بلاتر في تصريحه لمجلة فرانس فوتبول إن ميشيل بلاتيني جاهز للمنصب إذا أراد وهو متردد اليوم لكنه سيريد المنصب لاحقاً.

بكل بساطة يقوم بلاتر بتوريث الاتحاد الدولي لكرة القدم لمن يريد والكلام نشرته مجلة فرانس فوتبول وهي مجلة فرنسية فماذا نتوقع من بلاتر أن يقول غير أن يجامل الفرنسي بلاتيني ولو كانت هذه المجلة برازيلية لجامل بلاتر بيليه ورشحه لرئاسة الاتحاد الدولي، وكان بلاتر قد أكد أنه لن يجدد بعد ولايته الرابعة لرئاسة الفيفا ليترك بعدها المنصب بعد ١٧ عاماً منذ أن حل بدلاً من البرازيلي جواو هافيلانج، وقال بلاتر إن خروجه من الفيفا يأتي بعد أن يرسي نظاماً مؤسسياً جديداً يُحسن من أداء الاتحاد الدولي وكأن الذي يقرأ هذا الكلام يشعر أن بلاتر هو المُجدد للفيفا أما السابقون فألحقوا باللعبة الكثير من الدمار.

إن التاريخ الحالي يؤكد أن رئيس الفيفا الحالي أُتهم في عدد غير قليل من قضايا الفساد أبرزها إقرار مبدأ التداول بين القارات لتنظيم بطولات كأس العالم بجانب كأس العالم للأندية ومثل هذا التداول يؤدي إلى من يدفع أكثر هو الذي يستحق التنظيم وهو الأمر الذي أزعج الاتحاد الانجليزي لكرة القدم وأدى إلى توتر العلاقات بينه والسويسري بلاتر منذ عام ٢٠٠٦ وحتى اليوم، أنا أقول أن رئيس الفيفا الحالي من أبرز المتكلمين الدبلوماسيين فهو يعلم متى يتكلم ومتى يسكت وعلى هذه الشاكلة تجده وقد أصبح لا يخشى المنافسين لأنه يبعدهم عن طريقه بأسلوب يعجب الجميع.