الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٥ - الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٦ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


لا أمان لأمريكا كما لا أمان للوفاق





تعتمد لغة العالم على بناء الممرات التي تُسور مصالحها دوليا ومحليا، لغة العالم لا تحمل سوى الفتن وهي لغة الكذب الصريح، يمكننا أن نصف الشفافية لكننا لن نصل إلى مستوى الشفافية، فالشفافية الدولية نفاق يتربع على عرش المصالح، أما لغة العالم المفضوحة فهي صرخات مشروحة، حكايات موصوفة، ظروف غامضة، مساحات الأمل بدأت تتقلص عندما خُدعت شعوب العالم بفكرة (الربيع العربي)، لم تتمكن ليبيا من القيام، ولا تونس من حمل الوئام، ولا اليمن من الصمود ولا الاتزان، دول العالم تموج باحتدام، مصر تتوقد في حالة غليان، والجمود يحيط لبنان والسودان، هكذا يمكن ان نصف حالة الشعوب العربية في ربيعها الكاذب، الكل يتطلع ولكن هل للتطلع رؤية مبنية على الوجدان، أم أنها فكرة أمريكا صنعتها، والغربان أوقعتها، سواد بالليل وظلام بالنهار؟ تلك السياسة الدولية التي أنشأت قاعدة التمكين كي لا يذهب شيء من نفط العالم إلا إلى جيوبهم، لعبتها أمريكا قبل ٢٠ عاما في العراق والكويت ، وتعاود الكرة اليوم في الدول العربية وتجس نبض الخليج.

فئة الفتنة في البحرين وقعت في فخ أمريكا، وكانت الوفاق من سلمت نفسها هدية لهيلاري كلينتون، صدقت كذبها وباعت وطنها، أمريكا اليوم مستعدة للتعاون مع إيران ودعمها شرط ضخ المصالح لها، وبالإعلام تُدين أعمالها وتهاجمها، ما تلك إلا صرخة من صرخات لغة العالم الكاذبة، لا أمان لأمريكا كما لا أمان للوفاق، بعد أن سلمت جمعية الوفاق مُقدرات الوطن بيد أمريكا وسربت أخبار البحرين كذباً وزوراً حتى بلغ الأمر أن غازلها أوباما ، قد نسي الرئيس الأمريكي أن مملكة البحرين وطن له استقلاله الشرعي، ولم ينظر الرئيس الأمريكي إلى شعب البحرين لأنه وبحسب لغة الكذب المُصدرة له عرِف أن شعب البحرين فقط هي الوفاق، نقول للرئيس الأمريكي حين قرر كاميرون في جلسة برلمانية التصدي للمتظاهرين في بريطانيا وقام مجلس البرلمان بالتأييد، تم قمع المتظاهرين بكل أنواع القوة حتى كانت الضربة قاضية، فهناك من خرج للقمة العيش طلب الأمن على حاله بدلاً من التنكيل، أما في البحرين حين دافع رجال الأمن عن أرواحهم طالبت قوى التأزيم بمحاكمتهم.

لم يقل الرئيس الأمريكي شعب البحرين، وقال الوفاق، فشعب البحرين بالنسبة إلى أمريكا الوفاق، وما أسرع انقلاب السحر على الساحر، حيث المطالب والمصالح تتوافر! فرضت أمريكا طوق الرِدة على الوفاق فقامت الأخرى بحرق علمها باحتراق، يا وفاق متى تتعلمين من السياسة ما يُحصن الوطن بدل المزايدات عليه؟ أمريكا اليوم لا تعترف بك ولن تكون الوفاق إلا مشجبا غلبت عليه صورة الذلة بشتى الأنواع بفضل التقليد الأعمى.

الوطن بخير، وإن مزايداتكم على الوطن، والتصعيد الأمني بدعوى السلمية هما لعبة مكشوفة، خطاب أمين عام الوفاق في مؤتمر الوفاق يوم الاثنين معناه التحدي، فلقد قال سلمان (رد القوى السياسية المعارضة واضح وهو أن الحراك الشعبي مستمر بسلميته في العاصمة، إلى أن تتحقق مطالب هذا الشعب، في التداول السلمي للسلطة، وأن الشعب هو مصدر) ووصف سلمان خطاب جلالة الملك (بالصادم)، ونحن نقول إن خطابك يا علي سلمان خطاب (هادم)، وإن كانت الوفاق عازمة على المضي في مشروعها التخريبي فهو ما يعكس سطوتها وتهميشها لإرادة الشعب كله، البحرين تملك ثقلا إقليميا، كما تملك ثقلا عرقيا، البحرين دانة الخليج تسكنها العائلات العريقة من أصول العرب، وهنا نقدم استفهاما، فمتى نجد العائلات الكبيرة تقف لتقول لا للإرهاب، و في طليعتها عائلة الجلاهمة، وعائلة الفاضل، وعائلة الكوهجي، وعائلة جناحي، وعائلة الغانم، وعائلة المسلم، وعائلة البنعلي، وعائلة النعيمي، وعائلة الرميحي، وعائلة الكعبي، والسليطي، والكبيسي، والظهراني، وكل العائلات البحرينية التي تمثل الوطن، حين نساها أوباما في خطابه الظالم، وعوائل البحرين الأخرى من أبناء الشيعة الشرفاء؟

إن البحرين بلد الأمن والعطاء بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وعلى الشعب أن يقف الآن، لم يتبق على فبراير ذكرى الميثاق سوى أيام لنحجب صورة المراهنة على البحرين، الآن حان وقت قطاف الشعب، لا للسكوت عن الإرهاب المُصنع، ولا للتبعية، ولا للطائفية والمذهبية، نعم للانتماء والبناء.

إن رهان الوفاق يعتمد على الشارع وملئه، فلنشجب ونستنكر ونكرر أن الشعب ماض في مسيرة الإصلاح الملكي، بالعهد الزاهر. إننا كمواطنين ننتمي لهذا الوطن ندعم الخطاب السامي لجلالة الملك المفدى، هذا الخطاب الذي برهن للشعب أنه صاحب القرار، وصاحب شراكة حقيقية، وأن خطوات الإصلاح لن تتوقف، والبحرين بعزم قيادتنا ستنجح فيما مر بها من تجارب قاسية، تعطي الوطن عبرة للأجيال القادمة، البحرين نموذج التقدم لدول العالم وستبقى نموذج التحضر وبلد التعايش والتسامح والتسالم.

بقيت بحريننا بأمن ودامت خليجية خليفية عربية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة