الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٦ - السبت ٢١ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


العام الجديد ونار الفتنة





السنة الجديدة وهي الأيام التي من المفروض ان تكون مقدسة عند المسيحيين.. لكن معظمهم لا يقدسونها.. بل يحتفلون بها ويتخذونها مناسبة للعربدة والفجور، أما المسلمون، فهم يتخذون من العام الميلادي مناسبة للاعتبار والتدبر والتذكير، لارتباطها بالسيد المسيح، وبمولده وشريعته التي بشر بها.

كانت (البحرين) تحتفل بهذه المناسبة من كل عام لكن هذا العام يختلف وقع المناسبة.. فلاتزال هناك بعض الجروح العالقة والذكريات المؤرقة فقد كانت الاوضاع - من قبل - في المملكة (البحرين) هادئة ومستقرة، وتبشر بالخير والعطاء والنماء.. وكانت هناك وعود وأمان قد تحققت لصالح أفراد الشعب.. وكان التكاتف بين المواطنين والقيادة قويا، لدرجة ان المملكة كانت تقطع أشواطا بعيدة، نحو التقدم والرقي والبناء في جميع مجالات الحياة.. في مجالات الاقتصاد والسياسة والتعليم، والصحة، والخدمات، والرعاية، والرفاهية. وفجأة اشتعلت نار الفتنة، فمن أشعلها ومن أراد الدمار للبلاد، والهلاك للعباد؟ ومن أراد أن تسقط (البحرين) لقمة سائغة، في أفواه الأعداء والمتصيدين؟ لقد كانت هناك أياد خفية، تعمل وتخطط منذ زمن للانقضاض على البلاد، وقد وجدت الظروف المهيأة والاضطرابات الصاخبة والمظاهرات الحاقدة.. لكنها لم تتمكن من التسلل الى الداخل، وتنفذ مخططها الجهنمي الذي لو تحقق ؟ لا قدر الله ؟ لهوت (البحرين) في القبضة الشيطانية، التي تريد الشر بالبلاد والعباد.. تريد تغيير الوطن وشعبه، وتبديل هويته، وسلب مقدراته، واستعماره، واستغلال خيراته. لكن إرادة الله العليا خيبت تخطيطهم وهزمت مكيدتهم، لكن من حسنات هذه المؤامرة، انها قوت من إرادة الوطن، ومن تماسك شعبه.. وانها حصنته من الاعتداءات والاطماع الاجنبية، وانها ألهمته البصيرة، لسبر اغوار المحيط المتربص به.. وانها منحته الطاقة والعزيمة على البناء والانتاج، وشق طريقه نحو مستقبل واعد مبشر بالآمال والامجاد والوعود. ان ما نتمناه في العام الجديد لهذا الوطن العزيز بعد ان انزاحت الغمة وتلاشت الفتنة وانكشفت الخديعة، وتجاوزت البلاد الاخطار والتحديات المحدقة هو:

١- ان ينعم الله على الوطن والمواطنين بالأمن والسلام، وان يصلح احوال الرعية وان يوحد بين الشعب كم كل الاطياف وان يربط على قلوبهم ويثبت اقدامهم ويزيل ما ترسب في صدورهم من احقاد وضغائن.

٢- ان يتم الشروع في تنفيذ الاتحاد الكونفدرالي الخليجي.. وان يتم ذلك على وجه السرعة، وذلك من خلال العمل الجاد الدؤوب والتدارس والتخطيط.. فالظروف الحالية لا تحتمل التأخر، ولا التراجع ولا النكوص.. كما انه في سبيل الاتحاد تهون التضحيات.

٣- ان تتجه البلاد الى الإصلاحات على جميع المستويات.. سواء على المستوى الخدماتي أو الاقتصادي، أو السياسي، أو العسكري، أو التعليمي، أو الصحي.

٤- ان يسعى الوطن الى القضاء على بؤر الفساد، والخيانة، والاهمال.. بكل اشكالها.

٥- الا يكون هناك وجود، على الساحة الوطنية، لأي تنظيم أو جمعية أو حزب مناوئ ومعاد للتوجهات الوطنية، والتطلعات المصيرية.

لقد أخذ الوطن - مثلا - في القيادة والحكومة والشعب - يحث الخطى، مع بدايات العام الجديد، نحو بناء مستقبل مشرق.. وذلك من خلال ما يقوم به من منجزات ملموسة، تتمثل في: افتتاح المعارض العالمية، وتدشين المشاريع العمرانية والإسكانية والصناعية، وبناء المؤسسات التجارية والاستثمارية، وتنفيذ الخدمات، والتوجه نحو التطوير والتنمية، ونشر الثقافة والتعليم، وتطوير المناهج التربوية، والتعافي من آثار الأزمة المالية العالمية. وإذا ما كان هناك من هفوات وسلبيات ومخالفات ضارة، من آثار ومحنة الماضي، فان الوطن قادر بفضل الإيمان والعزيمة والاصرار، على علاجها وتجاوزها، إلى الغد الواعد بالأمل والتفاؤل والبشرى.

عبدالله المناعي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة