رغبات الناس ونسيان الآخرة
 تاريخ النشر : السبت ٢١ يناير ٢٠١٢
إني لأعجب من أناس يتصارعون بشتى الوسائل على حطام الدنيا الزائلة! متناسين أن الدنيا هي أرض الغربة والاغتراب والغفلة والأسباب والتيه والضباب، ولا عبرة فيها إلا بلحظة الصحوة والفواق والشعور بلوعة الفراق.. والحنين إلى اللقيا.. وإلى بلد المحبوب.. وإلى وطننا الأول عنده الذي جئنا منه وإليه نعود.. ثم ما يثمر هذا الحنين من تشمير للسواعد وجد في العمل للتقرب والتحبب إلى هذا المحبوب الجليل لتكون ساعة اللقيا ساعة رضا لا ساعة خزي.
لو أدرك الناس هذه النظرية لصلح حالهم وأفعالهم، ولسارت الأمور وفق ضمير حي يطمح إلى مرضاة الله وفي جنته ونعيمه الأبدي.. فإذا لم نثمر حياتنا بمتاعبها وآلامها عن هذه الثمرة فحسبنا بها كسبا، ولأصبحت حياتنا عبثا وهي وعدمها سواء وان امتلكنا ذهب الأرض وعمّرنا ألف عام.. فنحن والدابة سواء.. بل الدابة أفضل لأنها تعبد الله على طريقتها وتعرفه على سجيتها وتحبه على فطرتها.. فما بال سيد الكائنات الذي أعده الله ليعرف فلم يعرف.. وزوده ليدرك فلم يدرك؟ إني والله لأخجل من الحيوانات ان أشبه مثل هذه النماذج البشرية الضالة بهم.
هدانا الله لما فيه خيري الدنيا والآخرة.
أحمد محمد الأنصاري
.