الواقع الفلسطيني في ذكرى انطلاقة حركة «فتح»
 تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يناير ٢٠١٢
بقلم : رامي رشيد
أحيا الفلسطينيون في فلسطين المحتلة والمنافي القسرية ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة السابعة والأربعين التي فجرتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في الأول من يناير عام ١٩٦٥م، ومنذ ذلك التاريخ و«فتح» تمثل المجسد الصادق للوحدة الوطنية بما تحويه من ألوان الطيف الفلسطيني وهى حاضنة المشروع الوطني وحامية الحلم الفلسطيني في تحرير الأرض وعودة اللاجئين، وقدم الشعب العربي الفلسطيني ومازال الغالي والنفيس في سبيل حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
تأتي الذكرى هذا العام والشعب العربي الفلسطيني يواجه آلة القتل والعدوان الصهيوني، والقضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها باعتقاد العدو أن بإمكانه حسم الصراع وتهويد القدس ببناء الكنس وطرح العطاءات الجديدة لبناء مستوطنات جديدة ووحدات سكنية جديدة وتسمين القديم من المستوطنات حول القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية .
وتستمر دولة الاحتلال والعدوان في ظل الحكومة الحالية اليمينية العنصرية التي تنزع نحو الفاشية بممارسة أقسى صنوف القهر والتعسف على أهلنا في القدس لمصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم ومضاعفة الضرائب المفروضة عليهم وإغراق أحيائهم بالمخدرات بهدف التأثير السلبي في شباب المدينة المتمسك بمدينته.
وفى الضفة الغربية المحتلة تصادر الأراضي وهناك إخطارات للآلاف بالمغادرة بحجة عدم حصولهم على تصاريح إقامة وفى هذا تطهير عرقي، وتسابق حكومة «الأبرتهايد» الصهيونية الزمن باستكمال بناء الجدار العنصري البغيض، وفي قطاع غزة الباسل هناك حصار مطبق وحياة لا تطاق.
في هذا العام الجديد نطالب كل قوى الشعب العربي الفلسطيني الفاعلة الحية بنبذ الخلافات والتقدم بسرعة نحو المصالحة بقلوب صافية نقية وبإرداة حرة، فالمصالحة هي الرد على إجراءات الاحتلال العنصرية وهي أيضا الرد على المفاوضات غير المثمرة التي نتفهم ذهاب القيادة إليها مؤخرا استجابة لرغبة الاردن توأم الروح الذي يعاني مخاوف مشروع الوطن البديل الصهيوني، ولنزع حجة عدم مرونة الفلسطينيين كما يدعي الصهاينة والأمريكان، مع علمنا أن المفاوضات بشكلها الحالي لم تعد مجدية على الاطلاق.
ونحن بحاجة ماسة إلى عمل مواز للمفاوضات وهو المصالحة الجدية ومن ثم الذهاب الى المؤسسة الدولية لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين والذهاب أيضا إلى كل الهيئات والمحاكم الدولية لمحاصرة هذا العدو العنصري الاحتلالي.
وفى هذه الذكرى نؤكد أن حركة «فتح» متصادمة مع المشروع الصهيوني حتى زواله وهذه الراية المقدسة نتسلمها جيلا بعد جيل إلى أن نحقق الاستقلال الناجز، ولن نكون هنودا حمرا ولن نكون الفلسطينيين الجدد الذين نستأنس بالاحتلال، ولا كما يحلو للبعض وصف قيادتنا بموظفي البنك الدولي!
وأود ان أتقدم بالشكر لسفير دولة فلسطين الأخ طه عبدالقادر وطاقم السفارة والجالية الفلسطينية الكريمة بالبحرين والمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية على هذا الحفل الرائع المميز الذي امتاز بالحضور الغفير، ونشكر السفير أيضا على منحنا فرصة اللقاء مع أول أسير فلسطيني الأخ «محمود بكر حجازي» وأبناء الشهيد الأول للثورة الفلسطينية الإخوة «فايز» و«محمود» أحمد موسى ،وكم كنا سعداء أيضا بلقاء الأسرى المحررين حديثا من سجون الاحتلال الاخوة «سليم» الكيال و«إبراهيم عليان»، والفنان المتألق سفير الأغنية الشعبية الفلسطينية «نعمان الجلماوي»، وممتنون جدا لوزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على رعايتها الكريمة لهذا النشاط الجماهيري الكبير وعلى دعمها الدائم للنشاطات الفلسطينية المقامة قي مملكة البحرين.
وفي النهاية نؤكد لشعبنا أننا في قلب المعركة ، نحن في أوج الاشتباك، نحن في الهزيع الأخير من الليل قبل انبلاج صبح دولتنا المستقلة.
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب العربي الفلسطيني.
المجد والخلود للشهداء الأبرار.
الحرية للأسرى والشفاء للجرحى.
عاشت الذكرى.
* كاتب فلسطيني مقيم في مملكة البحرين
.