مشاهـد مؤسفـة
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يناير ٢٠١٢
حامد عزت الصياد
خالص التحية للموقف السعودي والخليجي لسحب المراقبين من سوريا.
في الجحيم السوري ثمة أمور مؤسفة تجاوزها الزمن.
فلا المبادرة العربية أوقفت القتل، ولا وافق «بشار» على تسليم السلطة، ومازال «المعلم» يؤكد أن الحل الأمني مطلب شعبي، ولم يتوقف أبناء إيران عن تزويد الأسد بالسلاح، ومازالوا يهددون بإغلاق مضيق هرمز للتغطية على ما يحدث في سوريا، وفتحت يأجوج ومأجوج حدود العراق، وتدفق أتباعها من الصدريين وحزب الدعوة من الشرق، وحسن حزب الله من الغرب، بهدف إخماد مناطق أهل السنة الثائرة في سوريا.
يا لها من مؤامرة، تفضح أصحابها!
مشاهد مؤسفة تبدو مستحيلة أو قريبة من الاستحالة، لكنها تؤكد عمق المؤامرة على ثوار سوريا.
(١) في المشهد الدولي، صمت مطبق لنظريات ينقصها إثبات التجربة - الحالة السورية واحدة منها - فلا الفضيحة التي كان دقيقا في وصفها أوقفها «ساركوزي»، ولا أوروبا وأمريكا بمنظماتهما الدولية وهيئاتهما ومؤسساتهما الإنسانية محت العار الذي لحق العالم أمام هذه المجازر، أو وضعوا حدا لها مثلما فعلوه في ليبيا.
(٢) الأشد أسفا من ذلك عبور حاملة الطائرات الروسية «أدميرال كوزنتسوف» مضيق البوسفور في تركيا، وتربض حاليا أمام شواطئ طرطوس، وتتجول بكامل الحرية في عرض البحر الأبيض المتوسط، كحائط صد بحري برفقة ثلاث سفن مزودة بصواريخ «باخنوت» مضادة للسفن وأخرى مضادة للطائرات.
(٣) الخلط الغريب للأحداث بعد وصول هذه الحاملة إلى طرطوس حيث تنسحب حاملة الطائرات الأمريكية «جورج بوش» الرابضة في شرق المتوسط ورفيقاتها المزودة بصواريخ «كروز» باتجاه قبرص، في الوقت الذي يتزامن فيه هذا الانسحاب مع تحذير قائد الجيش الإيراني «عطاء صالحي» للأمريكان من عدم عودة حاملة الطائرات «جون سي ستينيس» التي خرجت من الخليج باتجاه بحر عمان تزامنا مع مناورات الولاية ٩٠ للبحرية الإيرانية إلى عدم العودة إلى مياه الخليج.
(٤) لا يغيب عن المشهد السوري ما تقوم به عنتريات إيران في مياه الخليج، وفوق ذلك السيناريو التهديد بإغراق السفن الأمريكية والأوروبية وشاحنات النفط العملاقة عن طريق تلغيم ٥٣ كيلومترا من المياه الدولية، هي عرض مضيق هرمز كذريعة لتدخل هذه الدول للاستيلاء على منابع النفط في الدول الخليجية.
(٥) المثير للشفقة ذلك الغزل الصريح بين المتحدث للبيت الأبيض على التصريحات الصادرة عن طهران بأن الأمريكان باقون في المنطقة، فيرد عليه «صالحي» أن بلاده لا تسعى إلى أي عمل غير منطقي، وأن إنقاذ البحرية الأمريكية لـ ١٣ بحارا إيرانيا هو عمل أخلاقي، رغم أن من أنقذ البحارة الإيرانيين من القراصنة الصوماليين هم الأمريكيون العاملون على ظهر حاملة الطائرات التي تطالب إيران بعدم عودتها مرة أخرى للخليج العربي.
(٦) معضلة فريق المراقبين الذين أرسلتهم الجامعة إلى سوريا ورئيسهم «مصطفى الدابي» براعتهم في التسويف والمراوغة، بهدف منح النظام السوري نصف سنة إضافية كي يقتل شعبه، أو يسلم فيها الأسد السلطة لنائبه «فاروق الشرع» ثم يقوم هذا الأخير بالتفاوض مع رئيس المجلس الانتقالي «برهان غليون»، ومن ثم الاحتكام لصناديق الاقتراع، وهي مسألة غير قابلة للتطبيق في ظل وجود نظام دموي يقتل شعبا امتلأت حناجره بشعارات «ما لنا غيرك يا الله».
.