الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٣ - السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


السودان يبيع نفط الجنوب بثـمن بـخس لتعـويض قيمة رسوم مــرور





سنغافورة ـ رويترز: ذكرت مصادر بقطاع النفط أن السودان باع شحنة واحدة على الاقل من كميات نفطية صادرها من دولة جنوب السودان بسعر يقل بملايين الدولارت عن قيمته الرسمية وأنه يعرض المزيد منها.

ودب نزاع مرير بين الجانبين حول قيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها الجنوب مقابل مرور النفط بالأراضي الشمالية عبر خط أنابيب وتصديره من بورسودان.

وأوقف جنوب السودان انتاجه بعد أن أوقفت الخرطوم الصادرات واحتجزت بعض النفط على سبيل التعويض. واتهم رئيس الجنوب سلفا كير السودان ببيع ما يصل إلى نحو ٨١٥ مليون دولار من ايرادات النفط.

وقالت وزارة العدل بجنوب السودان ان النفط المصادر تم تحميله على ثلاث ناقلات في الفترة من ١٣ إلى ٢٠ يناير.

وباع السودان شحنة حجمها ٦٠٠ ألف برميل كان قد تم تحميلها على السفينة راتنا شرادها إلى تاجر في شمال اسيا. ولم يعرف السعر النهائي للبيع لكن تاجرا قال إن الشحنة بيعت بخصم كبير يصل إلى ١٤ دولارا للبرميل. وهذا يعني خصما قدره ٨,٤ ملايين دولار للشحنة كاملة مقابل اخر سعر رسمي تقاضاه الجنوب.

وقال تاجر مقره الشرق الاوسط «هذا خام من الجنوب باعه الشمال بخصم ١٤ دولارا مقابل اخر سعر بيع حدده الجنوب».

وذكر مصدر اخر أن الناقلة متجهة إلى سنغافورة.

وآخر مرة باع فيها جنوب السودان شحنات من مزيج النيل كانت بعلاوة بين ٢,٥٠ دولار وثلاثة دولارات للبرميل على سعر الخام الاندونيسي القياسي.

وهذا يعني أن السودان باع الشحنة بخصم حوالي ١١ دولارا للبرميل مقابل السعر الاندونيسي.

وقام السودان أيضا بتحميل شحنتين أخريين من خام مزيج دار لكن لم يتضح على الفور ما اذا كانتا بيعتا. وقال تجار ان الخرطوم عرضت هاتين الشحنتين الاسبوع الماضي بخصم على أسعار جنوب السودان الرسمية. وأضافوا ان احدى الشحنتين اتجهت إلى ميناء الفجيرة بالإمارات.

وباع الجنوب سبع شحنات من مزيج دار بخصم بين خمسة دولارات و١١ دولارا للبرميل من سعر برنت. وقال مصدر اخر ان السودان عرض الشحنتين بخصم بين ١٥ و١٦ دولارا للبرميل.

ويبدو أن جاذبية الاسعار الزهيدة تفوق المخاطر التي يواجهها المشترون اذا نشأت أي مشكلات قانونية عن شراء الشحنات من السودان.

وقال محام مطلع على تحكيم العقود طلب عدم كشف هويته ان المشترين قد يواجهون تحكيما خاصا أو دعوى أمام محكمة العدل الدولية.

وقال تجار ووكلاء شحن انه بالاضافة إلى السفن الثلاث هناك ما لا يقل عن سبع ناقلات مازالت تنتظر في الميناء لتحميل شحنات ديسمبر ويناير مما يحملها تكاليف تأخير تتراوح بين ٢٠ و٢٢ ألف دولار يوميا. وأضافوا أن المشترين هم بتروتشاينا وجلينكور وفيتول وترافيجورا واركاديا.

وقال تاجر آخر لدى شركة غربية «لم يتم ابداء أسباب. أجلوا الابحار فحسب»، وأضاف أن «تكاليف التأخير وحالة عدم اليقين تمثلان كابوسا».

وتعهد جنوب السودان بوقف انتاجه الذي يبلغ ٢٧٥ ألف برميل يوميا بالكامل خلال أسبوعين وهو ما قد يقطع الامدادات أيضا عن شركات لها حصص في الانتاج وهي شركة النفط الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) وبتروناس الماليزية وشركة أو.ان.جي.سي الهندية للنفط والغاز الطبيعي.

وقال تاجر ثالث ان المشترين قد يعلنون حالة القوة القاهرة اذا لم يتمكنوا من تحميل النفط خلال ٣٠ يوميا من موعد التحميل المقرر.

وأصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو بعد استفتاء جرى بموجب اتفاق السلام الموقع مع الخرطوم عام ٢٠٠٥ والذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة