الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٣ - السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

سالفة رياضية
من يعيدهم؟





أمامي قائمة أسماء طويلة لمدربين ولاعبين وإداريين ابتعدوا عن مواقعهم الرياضية وقرروا مع كل أسف هجر اللعبة التي كانوا يمارسونها أو يقدمون لها خدماتهم والابتعاد عنها نهائيا وهم مغبونون، والذين أقصدهم ليسوا رياضيين عاديين أو متطفلين عليها وإنما هم متمرسون وخبراء في ألعاب فردية ونجوم وأبطال على عدة مستويات خليجية وعربية وإقليمية ودولية وما يزالون في ريعان شبابهم وأوج عطائهم وقادرون على مواصلة المشوار لولا الأسباب العديدة غير المنطقية التي حجبتهم عن الرؤية وأبعدتهم عن المساحة التي تليق بهم.

وبحسب المعلومات التي هي في جعبتي وأمتلكها من مصادر موثوقة ومؤكدة بما لا يدع مجالا للشك هناك من ابتعد عن اللعبة من دون التفكير في العودة مجددا إليها بسبب صفعة مدرب غير مدرك للواقع وليس له رصيد غير المشاكل ولم يعرف كيف يستغل مثل هذه الطاقات الشبابية بالأسلوب العصري والمتطور، وهناك أسباب عديدة أخرى ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر عناد بعض المسئولين في الجهازين الإداري والفني أو جهلهم الغريب باللعبة وبأسرارها وعالمها الواسع، تعنت المدرب وتعديه على صلاحيات غيره، تركيز بعض مديري اللعبة على الظهور الإعلامي الشخصي على حساب اللاعبين، إقصاء المدربين الوطنيين بطرق غريبة وعدم منحهم الفرصة التي يستحقونها للمشاركة في البناء لكونهم مؤهلين وسبق لهم أن مروا بدورات تعليمية على مستويات عالية وأقرب إلى نفسيات اللاعبين، شعور معظم اللاعبين بالإحباط بسبب البرنامج التدريبي للمدرب المتخبط وغير العلمي، تراكم الضغوط التي تولد الشعور لدى اللاعب بعدم إمكانية المنافسة وفقد شعور بالفوز وكونه بطلا له إنجازاته، غياب المحاسبة والرقابة الذاتية، غياب المساءلة من الجهة الرياضية المديرة للعملية الرياضية وترك الحبل على الغارب، محاولة مدرب ما فرض وصايته على كل شيء وأخيرا احتدام الخلافات الحائرة بين الاتحاد المعني والجهة الرياضية المسئولة.

لن أذكر أسماء للاعبين وهي كثيرة وموثقة لدي ولن أتطرق لمدربين أو فنيين وإداريين بعينهم وهم كذلك كثر وستظل بحوزتي، ولكن كلي أمل في أن يتحسس المعنيون بالقصد غير المباشر ومن ثم الشعور المباشر بالمشكلة الخطيرة التي يمرون بها وبالنقص الموجود بداخل بيتهم الصغير والسعي سريعا وبهدوء تام لتصحيح الوضع ومحاولة إرجاع ما فقدوه من الرياضيين المعذبين نفسيا والمحبطين من الداخل إن أمكن ذلك قبل ظهورها على السطح ووصولها إلى درجة انعدام الحل وقبل أن تتدهور اللعبة نهائيا ويعلن موت البطل بغلق الستار على مسرح التراجيديا الحزينة، وهذا الوضع يحمل أكثر من علامة استفهام وخصوصا أن الجهة المعنية بالرياضة والمظلة الراعية لا نجد لها حراكا على مستوى عمل تقييم ودراسات لما يحصل أو عمل رصد ومتابعات لإيجاد الحلول على الرغم من أنها تسلمت العديد من الشكاوى والتظلمات المنادية بالتدخل والخطابات التي تكشف المستور وتوصل لهم ما يحصل في الخفاء وتنادي بالتدخل ولكن لا مجيب ونحن نسأل من يضمد الجراح إذا ومن يعيدهم.

سألني الناس:

هل يجوز للمدرب صفع اللاعب وتحطيم أنفه ونفسيته ومستقبله؟

أجبتهم:

المدرس لا يجوز له ضرب اللاعب، التوقيع: وزارة التربية.. والمدرب الفاشل هو من يصفع لاعبا، من دون توقيع.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة