مقومات الزعامة
 تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
عبدالله المناعي
قال أحد البريطانيين إن من مقومات الزعامة أن تتحلى بالسمو والأخلاق وألا تدفع نحو الإرهاب. وللأسف فإن ما يحدث اليوم من الذين نصّبوا أنفسهم زعماء على البحرينيين فقدوا هذه الخصال المهمة في طريقهم نحو الزعامة المنشودة. وخطبة سماحة الشيخ عيسى قاسم اليوم والتي حاول فيها تعديل موقفه حول فتواه بسحق من يعتدي على أعراض نسائنا ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة التحريض والتصعيد والدعوة إلى الإرهاب.
قد يقول البعض إنه كان خطأ غير متعمد في فتوى خاصة أخذها العموم. ولكن إماما سويديا مسلما كان موجودا في البحرين قال في الاسبوع الماضي إن كل الفتاوى قد تغتفر إلا فتاوى هدر الدماء فإن أطلقت فلا يمكن أن ترجع، وان فهمت خطأ من قبل العوام فقد يعم الفساد ويقتل المسلم أخاه المسلم. وهذه مصيبة أن يصبح الدين شماعة للقيادة السياسية فيفتي إنسانا في يوم بضرورة القتل ويعود في اليوم الآخر ليقول «اعذروني فقد أسأتم فهمي».. وعادة ما يكون ذلك بعد زهق الأرواح!!
لقد تعبنا من هذا التصعيد الذي لا آخر له سوى الدمار، وتعبنا من رجال دين أمثال الشيخ عيسى قاسم وغيره من جميع التوجهات الذين لا يقدرون مكانة الزعامة ولا يعرفون أساسها ويتخفون بعباءة الدين لينشروا السموم في المجتمع.
وأين قياداتنا الدينية وغير الدينية المعتدلة اليوم؟ أين يختبئون؟ ولماذا يسمحون لهذه القيادات بأن تأخذ زمام الأمور؟ فاغلب الشعب البحريني قارئ وفاهم وواع ولا يلتفت إلى مثل هذه الأمور.
عظماء مثل نيلسون مانديلا كافحوا وقاتلوا من أجل السلام وعاشوا أعواما من حياتهم في ظلمات السجون وخرجوا وأصبحوا زعماء. وبدلا من أن يطالب مانديلا بالقصاص ويطالب بسحق هذا وذاك طالب بالصفح والتسامح ليلتئم شمل وطنه. هؤلاء هم القادة وليسوا أشباه قادة متنكرين بالدين كالذين ابتلينا بهم في وطننا.
وقد قال لي أحد رجال الدين الشيعة الكبار إن أحد أول دروس الدين التي تعلموها في الحوزة حين دخلوها طلاب علم هو أن المهدي عندما يخرج أول من سيقتص منهم هم رجال الدين والعلماء الذين كانوا السبب في فساد الأرض. وإذا كان هذا واقعا فإن عليهم أن يتحملوا وزرا دينيا كبيرا.
.