الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٨ - الخميس ٢ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية: مازال هناك الكثير من العمل في إيران





فيينا - الوكالات: ذكر كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرمان ناكايرتس امس الاربعاء أن إيران ملتزمة بالتعاون مع الوكالة لكنه أوضح أنه مازالت هناك حاجة إلى الكثير من العمل لاثبات طبيعة برنامج الاسلحة النووية الايراني.

وأضاف ناكايرتس لدى وصوله إلى مطار فيينا في أعقاب زيارة استمرت ثلاثة أيام لإيران «أجرينا مناقشات مكثفة بشأن جميع أولوياتنا استمرت ثلاثة أيام».

ولم يكن تقييمه قويا مثل تقييم إيران حيث نقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن مسئولين نوويين محليين قولهم إن «المفاوضات بين الجانبين جرت في مناخ إيجابي وبناء».

وفي الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام طلب وفد الوكالة التوصل إلى اتفاق مع إيران حول التحقق من معلومات استخباراتية تشير إلى مشروعات لتطوير أسلحة نووية. ولم يكشف ناكايرتس عما إذا كانت خطة العمل تلك جرى الانتهاء منها.

وقال للصحفيين «إننا ملتزمون بتسوية جميع القضايا العالقة، وذكر الايرانيون أنهم ملتزمون بذلك أيضا». وأضاف «بالطبع مازال هناك الكثير من العمل أمامنا لذلك خططنا لزيارة أخرى في المستقبل القريب جدا».

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية (إيرنا) إن مسئولي الوكالة لم يتفقدوا أي مواقع نووية في إيران لكنهم أجروا مناقشات مع مسئولين إيرانيين معنيين.

وتردد أن ناكايرتس وفريقه اجتمعوا مع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سعيدي جليلي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي. وكانت تلك المرة الاولى منذ أغسطس ٢٠٠٨ التي تجري فيها إيران محادثات مع الوكالة حول مزاعم بشأن الاسلحة النووية.

وتقول طهران إن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الوكالة ملفقة وان مشروعاتها النووية تهدف فحسب إلى توليد كهرباء واستخدامها في تطبيقات علمية وصناعية.

وينظر إلى زيارة فريق الوكالة على نطاق واسع على انها الفرصة الاخيرة للدبلوماسية في النزاع النووي المستمر منذ فترة طويلة.

ومن المتوقع أن يوضح تقييم الوكالة لبعثتها ما إذا كانت المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست - وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة - يمكن استئنافها الان.

وتردد أن جليلي سيرسل إلى مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون التي تقود المحادثات النووية خطابا يتضمن موعد ومكان جولة مقبلة من المحادثات.

وتقول إيران إنها مستعدة لاستئناف المحادثات لكن القوى العالمية تطالب بأجندة واضحة وتريد من إيران وقفا مؤقتا لتخصيب اليورانيوم حتى يمكن إثبات أنها لا تطور قنبلة نووية. ورفضت إيران تلك الشروط. في غضون ذلك اعتبر مدير الاستخبارات القومية الامريكية جيمس كلابر ان العقوبات والدبلوماسية قد تقنعان إيران بوقف برنامجها النووي المثير للجدل لان مسؤوليها يتصرفون بعقلانية ويتبعون «مقاربة تقييم الارباح والكلفة».

وقال كلابر انه بالرغم من تصاعد التوتر مع طهران وحرب الاعصاب بخصوص مضيق هرمز في مطلع العام فإن التدخل العسكري ضد إيران ليس محتما. وقال في جلسة استماع امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ «اننا نعتبر ان صناعة القرار في الملف النووي في إيران تتم عبر مقاربة تقييم الارباح والكلفة، مما يعطي المجتمع الدولي مجالا للتأثير على طهران».

واشار مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الجنرال السابق ديفيد بترايوس امام الشيوخ إلى ان الهدف الرئيسي للمسؤولين الايرانيين هو «بقاء النظام». وكرر تحليل الاستخبارات الامريكية الموقف الذي اعرب عنه الرئيس الامريكي باراك اوباما في كلمة «وضع الاتحاد»، حيث اعتبر ان «الحل السلمي» للازمة مع إيران «ما زال ممكنا».

وافاد مدير الامن القومي ان العقوبات الدولية «تسحق» اقتصاد البلاد فيما تزداد حدة التوتر بين المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي ورئيسها محمود احمدي نجاد.

وتابع ان «الصعوبات الاقتصادية التي تواجه إيران قد لا تهدد النظام الا في حال هبوط حاد ومستمر في اسعار النفط او حصول ازمة داخلية مفاجئة تقطع صادراتها النفطية».

واضاف كلابر «املنا في ان تؤدي العقوبات - ولاسيما التي اقرت مؤخرا - إلى تغيير السياسة الايرانية».

وشددت واشنطن عقوباتها على النظام الايراني في اواخر ٢٠١١ فيما تقود حملة لاقناع الدول المستوردة للنفط الايراني بوقف مشترياتها. وقرر الاتحاد الاوروبي من جهته فرض حظر نفطي تدريجي ومعاقبة البنك المركزي الايراني للحد من تمويل البرنامج النووي.

وقال بترايوس ان البطالة والتضخم وانهيار قيمة الدينار الايراني اثبتت ان «العقوبات تبدو اكثر فعالية في الاسابيع الاخيرة مما كانت عليه في السابق». لكن كلابر لم يخف ان الوضع الحالي «حساس جدا»، ولاسيما مع اعتبار اسرائيل الحليفة المقربة للولايات المتحدة ان امتلاك إيران للنووي «تهديد لوجودها».

وكشفت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديمقراطية ديان فاينستين ان رئيس الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) تامير باردو توجه إلى واشنطن في الاسبوع الفائت لمناقشة هذا الملف مع نظيره في السي اي ايه.

وترى الاستخبارات الامريكية ان المسؤولين الايرانيين ما زالوا مقسومين حيال امتلاك السلاح النووي ولم يتخذوا قرارا بهذا الخصوص، حتى لو انهم يواصلون برنامجهم المثير للجدل.

ورأى وزير الدفاع ليون بانيتا ان الايرانيين يلزمهم «حوالي عام» لانتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة ذرية اذا ارادوا امتلاك السلاح النووي، ما يشكل «خطا احمر» بالنسبة إلى واشنطن. وبعد ذلك سيستغرق «تثبيته على سلاح موجه عاما او اثنين»، بحسب ما اقر بانيتا يوم الاحد عبر قناة سي بي اس. واشار كلابر الى ان المسؤولين الايرانيين «ومن بينهم على الارجح المرشد الأعلى علي خامنئي» قد يلجأون إلى هجمات على الاراضي الامريكية لفرض وجهات نظرهم، بحسب ما اوحى المخطط المفترض لاغتيال السفير السعودي في واشنطن والذي كشف في اكتوبر.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة