الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٠ - السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


أسئلة العنف والتحريض المؤلمة





أثار تزايد العنف المكثف الذي يواجه به الخارجون عن القانون رجال أمننا البواسل استياء كبيرا في المجتمع البحريني المسالم، خصوصا في ظل تجريد رجال الأمن حاليا من أي سلاح يدافعون به عن أنفسهم، وهم لا يمتلكون إلا الأدوات البسيطة التي لا تسعفهم على مواجهة زجاجات المولوتوف الحارقة والتكتيكات الإجرامية المتبعة التي رأيناها مصورة منقولة على الفيديو وفي مواجهة السيوف والأسياخ والحديد، خصوصا أن هؤلاء الرجال لا يتجاوز دورهم في جميع الأحوال حفظ الأمن والتمركز في مناطق محددة لمنع أعمال العنف أو قطع الطرق أو سكب الزيوت في حين أنهم يصبحون عند التجمعات والمسيرات المرخصة حماة لها يدفعون أي شر عنها أو فوضى.

المصيبة أن هؤلاء الخارجين عن القانون قد طوروا تكتيكاتهم وأعمالهم الشريرة التي شملت في البداية الإضرار بالمجتمع وبعابري السبيل بمنع الناس من العبور في الطريق لترتقي اليوم إلى حرب شاملة ضد رجال الأمن، ويمكن تلخيص هذه الحرب وتكتيكاتها الإجرامية في النقاط التالية:

- تتعلق بالتحريض الذي يقوده رجال دين وزعماء أحزاب المعارضة بمختلف تكويناتهم ومثلما استمعنا بكل غضب إلى الدعوات إلى سحق رجال الأمن التي كان لها تأثير الفتوى الدينية شهدنا آثارها السريعة على الأرض في زيادة الاعتداءات ورفع وتيرتها، ومثلما سمعنا تلك الدعوات فقد قرأنا البيانات الصادرة عمن تسمي نفسها «بالمعارضة» والمداخلات على الإذاعات والقنوات الفضائية الأجنبية التي تقوم على أساس الكذب، فهؤلاء متورطون في التحريض وفي الإجرام مثلهم مثل المنفذين لأن من يبرر الجريمة ومن يحرض عليها لا يختلف في نظر القانون والعرف والقيم عن منفذها، ومثلما استمعنا إلى نظرية اسحقوه فقد استمعنا إلى أحد المعارضين من التيارات الليبرالية التي تدعي اليسارية والتقدمية يدلي بتصريح إلى إذاعة أجنبية لا يخلو من الكذب وتزييف الحقائق عندما صور الهجمات الإرهابية للخارجين عن القانون من الصبية والغوغاء والمراهقين والمليشيات المنظمة طائفيا بأنها دفاع عن النفس، بل أشار بكل وقاحة إلى أن هنالك عمليات اغتصاب كأننا في دارفور السودان، في حين اننا نعيش في بحرين حمد العزة والكرامة ونعرف كل صغيرة وكبيرة فيها، وكل العالم يدري أن رجال أمننا البواسل يقفون فقط عند مداخل بعض المناطق والقرى وفي مفترقات الطرق لمنع تجاوز القانون وقطع الطرق والتصدي لعمليات الحرق والاعتداءات على عابري الطريق، وانهم لا يهاجمون أحدا مطلقا مثلما يدعي صاحبنا كذبا، ولأنه لا يهتم بأن يظهر الحقيقة وإنما يهتم فقط بأن يكذب على العالم الخارجي فإنه مستعد لممارسة التزييف إلى ما لا نهاية.

هذا هو نوع المعارضة الذي نعانيه: قلب الحقائق وكذب ومسكنة وادعاء بالباطل وإنكار للحقائق على الأرض ورفض لأي تهدئة على خلفية أن الضغط على الحكومة وابتزازها سوف يجبرانها على القبول بوجهة نظر «المعارضة» التي لا تعدو كونها محاولة للانقلاب على الشرعية بكل الوسائل والطرائق بما في ذلك الكذب والتحريض، ولو أن الدولة من النوع الذي يصورونه لكان رموز المعارضة بتحريضهم المكشوف وكذبهم في السجون ولكن الدولة رحيمة وحكيمة لا ترغب في التصعيد وتفضل التهدئة إيمانا منها بأنه لا يصح إلا الصحيح.

- نعلم علم اليقين ولدينا الشواهد الكثيرة بأن هؤلاء الذين يعملون على إثارة الفوضى في الشوارع والاعتداء على رجال الأمن قد تم غسل أدمغتهم وتدريبهم في الظلام وجعلهم يتصورون أن بقية المجتمع غير طائفتهم هم من الكافرين ومن أبناء يزيد ومعاوية، وانهم مجرمون وانه يصح قتلهم والاعتداء عليهم بمن في ذلك رجال الأمن، تخيلوا كيف أن جميع أفراد المجتمع باستثنائهم هم إما من «البلطجية» وإما من «الطبالة» وإما من المجنسين هكذا يوصف أكثر من ٧٠% من المجتمع البحريني، وهذا أخطر ما في الأمر فإذا كان اليساري يكذب وإذا كان رجل الدين يدعو إلى السحق والقتل وإذا كانت بيانات «المعارضة» مبنية على التزييف والمغالطات فإن معنى ذلك اننا دخلنا مرحلة خطرة تؤسس لمواجهة طائفية لا تحمد عقباها.

- مصير الدولة والمجتمع وصل اليوم إلى حافة الانفجار والدولة قد بلغت أقصى درجات الصبر والتحمل لمنع هذه المواجهة المؤجلة لأن رجال الأمن الذين يسحقون يوميا أمام أعيننا ويحرقون بالمولوتوف هم أولادنا وآباؤنا وهم أهلنا وأقرباؤنا وهم أبناء عمومتنا وهم شبابنا وأصهارنا من مختلف مناطق البحرين: من المحرق والدير، من المنامة والسنابس، من الرفاع والمالكية، من الدراز والبديع، ومن كل مكان فهل يجوز أن يظل المحرضون مطلوقي الأيدي واللسان يحرضون على القتل والفتنة ونشر الأكاذيب على العالم عن البحرين؟ وإلى متى يصبر المجتمع البحريني على هذا العدوان الذي ينتهك أمن مجتمعنا وسلمه الأهلي؟ سؤال نطرحه على من يهمه الأمر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة