ثورة الشباب وحكمة الشياب
 تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
الشباب مرجل الثورة والفورة والاندفاع والشياب بوتقة الحكمة والتروي والخبرة الطويلة، فلا الشباب وحده يقود بحكمة ولا الشياب وحدهم يقودون التغيير والتطوير بهمة، ومن المواقف المجسدة لتلك الحقيقة ان عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز قال لأبيه الحاكم يوما: ما لك لا تنفذ الأمور فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في سبيل الله؟ فقال عمر: لا تعجل يا بني فان الله ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة، واني اخاف ان أحمل الحق على الناس جملة، فيدفعوه جملة ويكون من ذا فتنة. فالشاب التقي المتحمس يريد ان يقضي على المظالم وآثار الفساد دفعة واحدة من دون تريث أو اناة وليكن بعد ذلك ما يكون، والشيخ الكبير يريد معالجة الأمور بحكمة وتدرج.
فعلى شبابنا أن يتعلموا الحكمة من الشياب وعلى الشياب ألا يبخلوا على الشباب بالنصيحة وان يتفهموا طبيعة الاقدام فيهم، وبخلط الهمة العالية عند الشباب بالحكمة عند الشياب نحقق الأهداف من دون خسائر كبيرة.
شباب الثورة العربية يريدون حل كل المشكلات في يوم وليلة، وان فعلنا ذلك انفرط عقد الأمة وفقد البناء حصانته ومتانته ومنفعته وديمومته ونراهم يظنون بجيل الآباء الظنون وينسون انها خبرة الايام وحكمة السنين.
البعض يستخدم فورة الشباب بدفعهم إلى المهالك وهذه ليست حكمة ولكنها انتهازية وخيانة للأمانة وهدر للدين والنصيحة.
على الشباب ان يكون واعيا ولا يستسلم من دون تفكير للانتهازيين، وعلى المخلصين والعلماء والحكماء والآباء توجيه الشباب بإخلاص نحو التغيير الرشيد، فنحن نخاف ان نحمل الشعوب على الإصلاح دفعة واحدة فيدفعوه جملة واحدة ويكون من ذلك الفتنة ونقض الغزل انكاثا بعد قوته.
د. نظمي خليل أبوالعطا
.