الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٣ - الثلاثاء ٧ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


كيف تستقيم الأمور وهم يكذبون؟





ديمقراطية الكذب

مبتكرو الديمقراطية وأنصارها يبتدعون الكذب كي يساعدهم على بلورة خططهم الدنيئة في ضرب الشعوب واستنزاف ثرواتهم، ومن ناحية أخرى لو نظرنا لهم كنموذج فهم يعتبرون بكل المقاييس فاشلين لأنهم وبكل بساطة لا يؤمنون أصلا بحقوق الإنسان ويستغلون مشاكل الشعوب مع حكوماتهم، ولا نجدهم حريصين على أن تطبق الديمقراطية كنظام له مفاهيم ومعايير معينة، تكون مرتبطة بتعزيز مبدأ المواطنة الذي يكون مرتبطا بالمواطن الذي يعتبر هو محور التنمية المستدامة في أي مجتمع يؤمن بأهمية العمل على تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، ويعتبر المواطن شريكا أساسيا في العملية التنموية ويعترف بحقوقه وفق ما نص عليه الدستور المتوافق عليه بين طوائف المجتمع.

ومن الضرورة أن يلتزم كل مواطن بتطبيق هذه البنود والتقيد بواجباته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، وفق القانون الذي يطبق فيه مبدأ الشفافية والمساواة من دون تمييز في ظل الحريات المدنية المكتسبة والمتاحة للجميع، التي تكفل حرية التعبير عن الرأي من دون فرض قيود، فإذا تم تطبيق هذه المبادئ بالصورة الحقيقية على أرض الواقع، عندها سوف نصل إلى الديمقراطية الحقيقية بكل مفاهيمها وقيمها الصحيحة، ولكن للأسف ما يتم تطبيقه في الوقت الحالي من ممارسات ديمقراطية تكون غالبا مستنسخة ومفروضة على المجتمعات، وتم إدخال عليها بعض المبادئ المبتكرة التي يتم تطبيقها بما ينسجم مع مصالح خارجية ووفق أسس ومعايير معينة تظهر واضحة في مواقفهم السياسية المعلنة منها والخفية، ونجدهم يتظاهرون بأنهم من الداعمين للعملية الديمقراطية بكل قوة، ويناشدون بتطبيقها في بعض الجوانب عن طريق عناصر معينة يتم تجنيدهم لذلك، ولديهم الاستعداد التام لبيع ضمائرهم وأوطانهم بمفاهيم ومعتقدات خاطئة، وبما يخدم ويصب في جانب مصالحهم الذاتية أو مصالح من يدعمهم، ويعتبرون هذه المنهجية أمرا أساسيا يساعدهم على رسم خططهم المستقبلية.

إن الديمقراطية بالنسبة إليهم هي نظام سياسي واقتصادي ذو فلسفة اجتماعية خاصة تقوم على أساس تنمية وتعزيز الملكية الفردية بمفهومها الشامل المتعدد في الأساليب والمنهجية، مع المحافظة على قدر من فن الإقناع الذي يخاطب ويدغدغ وجدان بعض فئات المجتمع الذين يكون لديهم استعداد مسبق للتعاطي مع مثل هذا النوع من الطرح والتوجهات السلبية، وكذلك يتم في بعض الأحيان فسح المجال للتوسع في مفهوم الحريات حتى تزداد أهميتها في إبراز الجوانب السلبية فقط في أي نظام ويؤخذ في الغالب أسلوب التضخيم والمبالغة في إثارة المشاكل المفتعلة التي تخدم أجندات ليست لها علاقة أصلا بهموم واحتياجات المجتمع الذي يعيشون فيه.

وللأسف يكون الكذب هو الغاية التي تبرر الوسيلة لهم، والسمة البارزة في هذا العصر المليء بالتناقضات، ويعتبرون الكذب هو لغة الصفوة المعتمدة بين أفراد المجتمع الذين يتجرعونه بكل الطرائق المشروعة التي تساعدهم على تأصيله بمفاهيم وقيم مبتكرة يقومون بوضعها ويؤمنون بها، فالكذب هو كل كلام مخالف للحقيقة ويجب على الإنسان ألا يتكلم فيما لا علم له به، وان الشرع يحذر من إدخال الرعب في قلوب الناس، فالكذب من صفات النفاق كما الصدق من إمارات الفلاح، فيجب الصدق في القول والفعل حتى نجد لأنفسنا مخرجا حقيقيا نحقق من خلاله قدرا من التوازن الفكري والأخلاقي.

طارق مطر



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة