الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٨ - الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

مقال رئيس التحرير


أين الحكمة يا لوردات بريطانيا؟!





هذه الدعوة التي أطلقها عدد من اللوردات البريطانيين لا يمكن وصفها الا بأنها دعوة جاهلة خاطئة تماما وظالمة. نقصد دعوتهم الى إلغاء سباق الجائزة الكبرى، الفورمولا - ١ في البحرين.

وقد كشف الخطاب المفتوح الذي ارسلوه الى صحيفة «تايمز» عن مدى جهلهم بحقيقة الأوضاع في البحرين ومدى تحاملهم وتعمدهم التشويه.

فلقد برر اللوردات دعوتهم هذه بحادثة واحدة فقط هي حادثة تعرض بريطاني لاعتداء بالسيف من جانب مجموعة من اللصوص. أي انهم يعترفون بأن الحادثة ما هي الا مجرد اعتداء إجرامي لا يتعدى ذلك، ولا يمكن أن يبرر بحد ذاته مثل هذه الدعوة.

لقد كان من واجب هؤلاء اللوردات المحترمين ان يفكروا ويتصرفوا بشكل واقعي عملي، لا بهذه الطريقة السلبية والخاطئة تماما.

وفي الوقت الذي تقترب فيه ذكرى مرور عام على الاضطرابات التي شهدتها البحرين في العام الماضي، من الواضح للعالم كله ان قيادة البلاد أقدمت على تنفيذ حزمة من الاصلاحات في شتى المجالات، وتعتزم تنفيذ المزيد منها، وذلك بهدف إرساء الاستقرار السياسي، وإعادة الأمن الاجتماعي واللحمة الوطنية الى شعب البحرين.

على ضوء هذا، كان من الواجب على هؤلاء اللوردات بدلا من اطلاق دعوتهم هذه، ان يطالبوا بالتصدي الحازم لهؤلاء الذين يرتكبون هذه الاعتداءات الاجرامية في الشوارع، وبإنزال أقصى العقوبات الممكنة عليهم بحكم القانون.

ولكن بدلا من ان يطالبوا بذلك، اختار هؤلاء اللوردات ان يطالبوا بمعاقبة البحرين كلها. وتعني دعوتهم الى إلغاء سباق الجائزة الكبرى المقرر في ابريل، انهم يريدون تشويه سمعة الاقتصاد البحريني، وسمعة البلاد بشكل عام.

وإزاء موقفهم هذا، لا يملك المرء الا ان يتساءل: اذا كان هذا هو موقف وتصرف أُناس مفترض انهم من حكماء بريطانيا، فما الذي يمكن ان نتوقعه إذن من الحمقى؟

وحقيقة الأمر ان البحرين رغم الاحداث التي شهدتها، فإنها تبقى أقل دول المنطقة معاناة من المشاكل، وتظل قيادتها هي القيادة الأكثر اخلاصا وتفانيا وحرصا على مصالح شعبها.

لكن هؤلاء اللوردات البريطانيين فضلوا ان يتجاهلوا الحقيقة، وان يتعاموا عن مقتضيات العدل والإنصاف، ويجب ان يعودوا الى رشدهم.

اننا نقول لهؤلاء اللوردات: لقد كنا دوما نعتبر انكم، رجالا ونساء، في مقدمة الحكماء في مواقفهم وتصرفاتهم. لكن موقفكم هذا أبعد ما يكون عن الحكمة، ويحمل معاني في غاية الخطورة. حين يحجم اناس في مثل مقامكم الرفيع عن إدانة جرائم شنيعة يتم ارتكابها وعن مواجهتها، فلن يكون لذلك من نتيجة سوى تشجيع هؤلاء المجرمين على ارتكاب مزيد من الجرائم.

باختصار، نقول للوردات بريطانيا: إن موقفكم يوجه أسوأ وأخطر رسالة ممكنة.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    أين الحكمة يا لوردات بريطانيا؟!

    هذه الدعوة التي أطلقها عدد من اللوردات البريطانيين لا يمكن وصفها الا بأنها دعوة جاهلة خاطئة تماما وظالمة. ن... [المزيد]

    الأعداد السابقة