تجمع الوحدة الوطنية.. إلى أين؟
 تاريخ النشر : الأربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٢
بقلم: رمضان محمد علي
مهما كثر النقد على تجمع الوحدة الوطنية يبقى التجمع منبرا وطنيا يجمع تحته كل التيارات الدينية والمذهبية والسياسية وهو الخيار السياسي الأمثل لشريحة كبيرة جدا من المواطنين الذين يطمحون إلى أن تكون البحرين واحة للتسامح الديني والمذهبي من دون أن تطغى فيه فئة على أخرى. وعلى التجمع ان يدرس هذا النقد ويصلح الأخطاء التي وقع فيها. فهو بدأ كبيرا بحق ولكنه لم يتمكن من المحافظة على حجمه الكبير لأسباب عديدة في نظري أولها: عدم وجود كوادر قيادية تنظيمية تضخ الحيوية والحركة في التنظيم وتؤطر العمل التنظيمي في مختلف مناطق البحرين. سبب آخر هو عدم اشراك الجماهير في فعاليات التجمع من خلال الاتصال الشخصي المستمر والملح بدلا من الرسائل النصية التي يبعثها التجمع للأعضاء. كان من الأولى ان يقوم التجمع بتقسيم العمل بحسب مناطق البحرين ويعين مكتبا تنظيميا لكل منطقة على رأسها قيادي تنظيمي ديناميكي قادر على لم الشمل وحفز الجماهير واطلاعهم على سياسة وخط التجمع الوطني. على سبيل المثال انضم الكثيرون من مناطق البحرين للتجمع لكنهم لم يتم تأطيرهم تنظيميا ولم يتم التواصل معهم شخصيا ولا يدرون ما هو دورهم وواجبهم وما هو المطلوب منهم لخدمة الوطن وحماية مكتسباته وممارسة النشاط السياسي الداعم لخط التجمع. كل الذي عرفوه هو رسالة نصية تقول «لقد تم قبولك عضوا عاملا في التجمع».
في أحد لقاءات التجمع مع رجال الأعمال والطوائف الدينية الأخرى المنضوية تحت مظلة التجمع تحدث فيه فضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود حديثا كان بلسما على الحضور واثبت فيه الشيخ عبداللطيف أنه قائد محنك ورجل المرحلة يعرف ما يريد وخرج كل المشاركين أكثر إيمانا باهمية التجمع كبوتقة تجمع كل التيارات الدينية والمذهبية من مسلمين شيعة وسنة وبهرة ومسيحيين من شتى المذاهب ويهود وهندوس.
لكن ما لم يتم الإجابة عنه حتى الآن هو ما هو المطلوب من هذه الفئات لتعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على مكتسبات البحرين؟ هذا ما لم يجدوا الإجابة عنه حتى الآن حسب علمي ومحاوراتي مع البعض منهم الذين يرغبون ان يقدموا شيئا لكن لا يدرون ما هو ولم يخبرهم أحد بما هو. فمجرد العضوية في التجمع لا تعد كافية ما لم يكن هنالك حراك سياسي ووعي بالمرحلة.
الشيخ عبداللطيف يحتاج الى كوادر كبيرة بحجم التجمع تدعمه وتحقق رؤيته وتستفيد من كارزميته وخطه السياسي الوسطي في لمّ الشمل الوطني. التجمع يحتاج بحق إلى أن يعيد النظر في آلياته وكوادره وأن يستغل كوادر الجمعيات السياسية المشاركة فيه لتقدم العطاء من أجل هدف أكبر بدلا من ان تتمترس كل جمعية في مقرها وتنكفئ على نفسها بدلا من الاستفادة من المكاسب السياسية الكبيرة التي يمكن تحقيقها عن طريق التجمع. هذه المرحلة هي مرحلة الكيانات الجماهيرية الكبيرة والبرامج المعتدلة الشاملة التي توحد ولا تفرق.
.