في رحاب مجلس خليفة بن سلمان:
الديمقراطية التي لا تخدم الناس لا خير فيها
 تاريخ النشر : الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢
بقلم: د. نبيل العسومي
الذي يتشرف بحضور مجلس خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه يخرج منه وهو يحمل رزمة من الأفكار والحكم التي ينهلها من نبض وحكمة هذا الرجل العظيم الذي خبر الدنيا وخبرته والذي يعرف كل صغيرة أو كبيرة في هذا البلد الطيب، والذي يعرف كل عائلة وفرد وكل حي ومدينة وقرية، يتلمس هموم الناس وطموحاتهم المشروعة في حياة كريمة ويتلمس رغباتهم وشكواهم وأفراحهم وأحزانهم على حد سواء، بما يمكنه دائما من معرفة نبض الشارع البحريني وبالتالي الاستجابة دائما وأبدا لما فيه خير الناس.
مجلس خليفة بن سلمان مدرسة حقيقية وكما قال سموه الكريم: مجالسنا مدارسنا، فمجلس خليفة بن سلمان مدرسة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والمحبة والتواصل، وعندما تشرفت آخر مرة بحضور هذا المجلس العامر الذي تحدثه فيه سموه بإسهاب عن قضايا جوهرية في حياتنا وفي أوضاعنا الداخلية، وجدت نفسي مدفوعا إلى الكتابة عن تلك القضايا الجوهرية من منظور حكمة هذا الرجل الفذ الذي سخر عمره وحياته لخدمة الوطن والمواطنين.
ومن تلك القضايا الجوهرية قضية الديمقراطية ومفهوم الديمقراطية عند خليفة بن سلمان ومنظوره الاجتماعي لهذه المسألة، فالديمقراطية عند خليفة بن سلمان تتجاوز كونها تنظيما للحياة السياسية إلى كونها أسلوبا لإدارة المجتمع وتنظيم حياته بشكل عادل ومنصف، ولذلك ما قاله سموه: إننا جميعا مع الديمقراطية، مع الديمقراطية التي تحفظ المجتمع ولا تخربه، وهذا يعني «ان الديمقراطية ليست هدفا في ذاتها وإنما وسيلة من وسائل إدارة الحكم الرشيد ومن وسائل إدارة الحياة العامة وتحقيق مصالح المجتمع ضمن الشراكة السياسية والاجتماعية» فالديمقراطية السياسية الجوفاء تبقى ناقصة من دون بعدها الاجتماعي فالديمقراطية السياسية تهتم بمصدر السيادة والسلطة وحقوق المواطن السياسية ومساهمته في الانتخابات وتشكيل الأحزاب وإبداء الرأي وحرية النشر، وكما قال سموه هذا كله وفره المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين منذ ١١ سنة على الأقل، ولكن مملكة البحرين تجاوزت الديمقراطية السياسية إلى ما يمكن أن تسمى الديمقراطية الاجتماعية التي لها الأولوية على كل شيء عندما تصبح الديمقراطية السياسية نهجا مؤسسا للعنف والتكسير والفوضى وتخريبا لأواصر المجتمع وتقسيمه على أساس طائفي مثلما تفعل المعارضة غير الرشيدة في البحرين منذ أكثر من عام تصبح الديمقراطية مفردة غير فعالة لأن الديمقراطية التي لا تتقدم بالمجتمع وحريته ولا تحفظ كرامته وأرزاقه وحقوقه وأمنه تصبح هذه الديمقراطية من دون معنى.
فحكومة البحرين بقيادة خليفة بن سلمان تهتم بتحسين أوضاع المواطنين المادية وبسط العدالة الاجتماعية وتوزيع خيرات البلد على المواطنين كافة والحرص على المساواة بين أفراد المجتمع، والحرص على النهوض بأوضاع الأرامل والمعوقين، ومواجهة الأعباء المعيشية وتوفير لقمة العيش، هذه مقدمة عن الديمقراطية السياسية، كما أن الأمن والسلامة الاجتماعية مقدمان على أي شكل من أشكال الديمقراطية السياسية.
فخدمة المواطن هي فلسفة خليفة بن سلمان الإنسانية الحضارية فهو الغاية وتجب مساعدته على العيش الكريم وحفظ أمنه واحترام رأيه لأنه هو هدف التنمية والتقدم، هذا هو المنظور الذي يؤمن به خليفة بن سلمان والذي يجمع بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية فالأولى تسهل مشاركة المواطن في التشكيل السياسي بشكل فعال، والثانية تستند إلى سد حاجات المجتمع المادية وتوفير ما يحفظ كرامته الإنسانية وبهذا يصبح للديمقراطية معنى حقيقي وقيمة مهمة، أما المفهوم الفوضوي للديمقراطية الذي أدخل البحرين منذ عام في نفق أسود فإنه مجرد لعبة سياسية تجسد الأطماع الخبيثة لبعض الفئات المرتبطة بالمؤامرات والأجندات الخارجية فإنه لا أحد يرغب فيها أبدا وقد جربنا مرارتها فلم تأتنا إلا بالألم والنكد وانقسام المجتمع البحريني العزيز الموحد منذ مئات السنين، فعن أي ديمقراطية يتحدثون؟ وأين هم من المنظور الإنساني والاجتماعي والسياسي للديمقراطية عند خليفة بن سلمان حكيم البحرين الذي نستمد من قبسات مجلسه العامر كل الثقة والاطمئنان إلى مستقبل هذا الوطن الغالي علينا جميعا؟
.