المخرج ستيفن سبيلبرغ.. ومسيرة من النجاح
 تاريخ النشر : السبت ١٨ فبراير ٢٠١٢
أصبح ستيفن سبيلبرغ أحد أنجح الشخصيات في صناعة السينما، فهو أقام التوازن بين الشقّ التجاري في أعماله والنواحي الفنية، وبات يعتبر أحد أذكى رجال الأعمال في هوليوود. نظرة إلى مسيرته المكللة بالنجاح. منذ سنتين تقريباً، كان ستيفن سبيلبرغ يحضر سباق أحصنة مع ابنته، فتعرّف إليه بعض الأولاد واقتربوا منه لإلقاء التحية. يتذكر سبيلبرغ تلك الحادثة ضاحكاً: «بدأوا يقولون لي: يا رجل، نحن نحب أفلامك كثيراً! نحب جميع أفلامك باستثناء آخر جزء من «إنديانا جونز». لقد كرهناه كلنا. سألتهم: لماذا كرهتم الفيلم؟ فأجابوا: «لم يكن جيداً بقدر الأفلام الأخرى. لم نحب ظهور ذلك الكائن الغريب في النهاية. كان الأمر سخيفاً. ما كان يجب أن يلاحق البطل كائنات غريبة أصلاً، بل كان يجب أن يبحث عن الآثار!». تعليقات مألوفة بالنسبة إلى سبيلبرغ. وحتى شيا لابوف الذي شارك في بطولة الفيلم انتقد العمل علناً. لكن يجب ألا يتوقع أحد اعتذاراً من سبيلبرغ على ذلك الفيلم. تابع سبيلبرغ سرد تلك الحادثة قائلاً: «ثم أخبرني هؤلاء الأولاد أنفسهم بأنهم شاهدوا فيلم Crystal Skull أربع مرات. فسألتهم: لماذا شاهدتموه أربع مرات إذا كنتم تكرهونه؟ فقالوا إنهم فعلوا ذلك لرؤية جميع العوامل المثيرة فيه». ففهمتُ فجأةً كيف حقق ذلك الفيلم ٨٠٠ مليون دولار على شباك التذاكر على رغم جميع النواحي السلبية التي قرأتُ عنها». منذ أن نجح فيلم Jaws في إعادة تحديد معايير الأرباح التي يمكن أن يحصدها أي فيلم، عمد سبيلبرغ إلى إقامة توازن بين الشقّ التجاري والفني: هو أحد أبرع الفنانين في مجال صناعة الأفلام على الإطلاق، وهو شخصية مؤثرة ومحترمة. لكن يُعتبر سبيلبرغ أيضاً أحد أذكى رجال الأعمال في هوليوود. ستندمج هاتان الميزتان اللتان تطبعان شخصية سبيلبرغ لغزو العالم عبر عمل جديد. صدر فيلم The Adventures of Tintin وكان أول تجربة لهذا المخرج في مجال الإنتاجات الثلاثية الأبعاد. سبق وحصد أول عمل من سلسلة أفلام مُقرَّرة ومستوحاة من الكتب الهزلية «تان تان» للكاتب البلجيكي هيرجي ٢٣٣ مليون دولار في الخارج، إذ من الملاحظ أن شخصية البطل «تان تان» (وهو مراسل صحافي شجاع) مترسخة في الثقافات الخارجية بقدر شخصية «بيناتس» في الولايات المتحدة. ثم صدر فيلم War Horse أخيراً، وهو ملحمة جريئة وعظيمة مقتبسة عن رواية مايكل موربورجو وتتمحور القصة حول الرابط بين شاب وحصانه في زمن الحرب العالمية الأولى. هذا الفيلم مصنف لمن هم فوق سن الثالثة عشرة. إنه عمل جدي وواعد ومؤثر. حتى لو اعتبر البعض أن هذا الفيلم عاطفي أكثر من اللزوم بالنسبة إلى ذلك الزمن المرير، يبدو أن سبيلبرغ لا يهتم بذلك فعلاً. تحدث سبيلبرغ عن المرة الأولى التي شاهد فيها، مع زوجته الممثلة كايت كابشو، المسرحية الحائزة على جوائز عدة والمقتبسة عن كتاب West End، فقال: «تأثرنا لدرجة البكاء. حصل ذلك في بداية عام ٢٠١٠. فاشترينا، أنا والمنتجة كاثلين كينيدي، حقوق الكتاب وبدأنا المرحلة التمهيدية لإنتاج الفيلم في اليوم التالي. بلغ سبيلبرغ سن الخامسة والستين، وبدل أن يبطئ مسيرته المهنية للاستمتاع بثمار نجاحاته كما يفعل معظم الناس في هذا السن، ها هو يسرّع وتيرة أعماله. فهو غارق أصلاً في العمل. اكتسب سبيلبرغ، بفضل نجاحه، القدرة على إنتاج أفلام أشخاص آخرين، لكنها تكون دوماً من النوع العزيز على قلبه. وبما أنه أحد أبرز الشركاء في «استوديوهات دريم ووركس»، هو يُعتبر أيضاً أحد أهم رجال الأعمال في هوليوود. لذلك، لطالما ورد اسم سبيلبرغ على شاشات السينما، حتى في الفترات القصيرة التي كان يأخذ فيها استراحة من الإخراج. تشكّل الأفلام التي ساهم في صناعتها لائحة من أبرز الأعمال الرائجة التي تدخل في إطار الثقافة الشعبية في أواخر القرن العشرين. صحيح أن أعمال سبيلبرغ في مجال الإنتاج تكفي لإبقائه منشغلاً طوال الوقت، لكن يبدي هذا المخرج حتى الآن حماسة شديدة تجاه إخراج الأفلام كما كان يفعل في بداية مسيرته المهنية. باختصار، سبيلبرغ أحد مخرجي الصف الأول الأكثر إنتاجية.
.