الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٥ - الأحد ١٩ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


توترات إيران تضع مخزونات النفط الاستراتيجية في آسيا في موقف حرج





نيويورك - رويترز: لا شك أن التوتر المتنامي بين الغرب وايران يدفع مستهلكي النفط الكبار في اسيا إلى القلق بشأن مخزوناتهم الاستراتيجية الهزيلة.

ويجب أن تستشعر الصين بالتحديد أنها أصبحت تحت رحمة تقلبات سوق النفط بعد أن هددت إيران باغلاق مضيق هرمز الممر الحيوي لجزء كبير من وارداتها النفطية.

ونظرا لان منشآت المخزون الاستراتيجي الصيني غير مكتملة تماما فإن ما تملكه بكين ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم من كميات الطوارئ أقل كثيرا مما تملكه الدول الغربية اذا قيس بأيام الاستهلاك.

وقد أكملت الصين المرحلة الاولى من برنامج المخزون الاستراتيجي التي قوامها ١٠٢ مليون برميل في أوائل عام ٢٠٠٩ ثم أضافت بعد ذلك ٧٦ مليون برميل إلى هذه الطاقة بحسب تقرير أعدته وحدة الابحاث في شركة النفط الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي).

وتملأ الصين حاليا بعض هذه الصهاريج الجديدة التي اكتمل انشاؤها أواخر ٢٠١١.

وهذا بناء سريع جدا للمخزونات الاستراتيجية لكن قطاع النفط الصيني الذي تسيطر عليه الدولة لا يوضح الفارق بين مخزوناته التجارية وبين المخزونات الاستراتيجية للبلاد، لكن حين يتم استخدام هذه الصهاريج الجديدة بالكامل سيكون بمقدور الصين استدعاء امدادات تعادل فقط نحو ٣٢ يوما من واردات الخام وهذا أقل كثيرا من مخزونات ٩٠ يوما التي تحتفظ بها الدول المتقدمة.

واذا كانت الصين لم تملأ أيا من هذه الصهاريج فإن أحدث جولات التهديد ربما أقنعت السلطات الصينية بالاسراع في بناء المخزونات.

ولا يزال الطلب الصيني المقدر على النفط قويا حيث ارتفعت واردات الخام ٧,٤ بالمائة في يناير لتسجل ثالث أعلى مستوياتها على الاطلاق رغم أن بيانات أخرى تشير إلى تباطؤ الاقتصاد.

ونظرا لندرة البيانات الصينية فليس من الممكن القول ان كان هذا الطلب يرجع كله إلى الاستهلاك التجاري أم ان بناء المخزون الاستراتيجي له دور فيه، لكن من المؤكد أن تعاظم الحاجة الملحة لبناء المخزون الاستراتيجي الصيني تساعد على تفسير جزء من قوة الطلب على النفط التي تظهر في الهيكل الحالي لسوق خام برنت.

ورغم أن برنت يواجه مجددا مشكلات في الانتاج في حقل فورتيس الا ان مبادلات دبي واكبت صعود برنت مما يشير إلى ان قوة الطلب الاسيوي هي العامل الاكبر في ارتفاع السوق وليس مشكلات الامدادات.

ومن الصعب للغاية القول قطعا ان كان هذا الطلب بأكمله لاغراض تجارية أم له علاقة ببناء المخزونات الاستراتيجية بسبب ندرة البيانات النفطية الصينية.

لكن نظرا لقلق الحزب الشيوعي الصيني بشأن استمرار الاستقرار الاقتصادي ولاسيما مع تغير قيادة الحزب يبدو التكهن بتسارع بناء المخزون الاستراتيجي أمرا معقولا.

وهذا بدوره يساعد في تفسير جانب من التراجع الحاد في أسعار تداول العقود الاجلة لمزيج برنت مقارنة بالسعر الفوري المتوقع في موعد الاستحقاق.

وهذا التراجع الحاد في منحنى عقود برنت ولاسيما في ظل ارتفاع الاسعار يشير إلى انخفاض الامدادات المتوافرة بشكل يومي وهو ما يجبر أصحاب المخزونات على الافراج عنها لتلبية الطلب.

وبما ان الطلب ليس قويا في الغرب وفق ما يبدو في سوق النفط فيمكن استنتاج أن الطلب الاسيوي قوي.

علاوة على ذلك لا بد أن تكون المخزونات الاسيوية هي الشحيحة رغم أن ندرة البيانات تجعل هذا مجرد تخمين. وهذا الاستنتاج مرده أن افتراض قلة المخزونات في الدول المتقدمة ليس صحيحا.

ومع أن المخزونات التجارية الغربية منخفضة بالقياس إلى القيم المطلقة إانها تبدو مريحة من حيث عدد الايام التي تغطيها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة