موقف في غاية الأهمية والمسئولية وقفه مجلس إدارة نادي الزمالك المصري حينما رفض العرض الصيني بالاستعانة بالنجم المعروف محمود عبد الرازق الشهير بلقب (شيكابالا) من الانتقال في صفقة مادية ضعيفة ومخجلة لمستوى اللاعب الذي أصبح اليوم واحداً من أهم وأبرز اللاعبين ليس في مصر بل في الوطن العربي الكبير والقارة الآسيوية، النادي الصيني واحداً من الأندية المغمورة وغير المعروفة على الخريطة الآسيوية وبالتالي لو وافق نادي الزمالك على انتقاله لكان المتسبب في حفر قبره وخسارته إلى الأبد ولن تنعكس الخسارة على ناديه بل على الكرة المصرية ككل.

صحيح إن النجم العربي في كرة القدم في حاجة شديدة إلى الاحتراف على أعلى المستويات والانتقال من حالة الهواية إلى الأفضل وكما يحدث للاعبين الأوروبيين لكن اللاعب العربي عليه أن يفهم نقطة هامة وهي أن يحافظ على تطوره الفني والبدني ولا يسهر أو يرتكب حماقات تؤدي إلى الانحلال الخلقي لأن مثل هذه التصرفات المشينة لا يمكن أن تستمر في الخفاء حتى لو بذل اللاعب العربي أقصى درجات الحذر لأن رائحة الفضيحة تزكم الأنوف وعلى هذا الأساس يتطلب من شيكابالا وغيره من اللاعبين العرب الحذر الكبير من الوقوع في شراك الإغراءات.

أنا أعرف الكثير من لاعبي الزمالك منذ الستينيات وحتى اليوم وكان معظم اللاعبين على أعلى المستويات من ناحيتي الأخلاق والالتزام الرياضي ومن الصعب ألاّ تحترمهم وتقدرهم لأن جماهير الكرة هم من رفعوهم وساهموا في بناء شهرتهم وعلى رأسهم اللاعب الحالي الأسمراني شيكابالا الذي أحياناً يتعامل مع الجماهير بعصبية لأنهم يستفزوه خاصة جمهور النادي الأهلي وقد أتضح مع مرور الأيام نضج اللاعب واستقامته وعلى هذا الأساس طلبه النادي الصيني لشهرته الحالية لكن العرض ضعيف كما أن الدوري الصيني لكرة القدم غير معروف آسيوياً وبالتالي إن رفض مجلس الإدارة كان صحيحاً لأن اللاعب في حاجة إلى اللعب في أوروبا فهناك يمكن أن يحقق ذاته ويفتق موهبته أكثر مما هو عليه الآن في الدوري المصري، كل الذي نتمناها أن يحصل شيكابالا على عرض ملائم لأننا في شوق كبير لمشاهدته يلعب في واحد من الأندية الانجليزية أو الاسبانية ليشرف الرياضة العربية عامة وكرة القدم خاصة.