الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٩ - الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

في حوار مع محمد الشهاوي رئيس منظمة المجلس الصوفي العالمي يؤكد:

أرفض تسييس الدعوة الصوفية وإقحامها في ملاعب السياسة





القاهرة - وكالة الصحافة العربية:

أكد محمد الشهاوي رئيس منظمة المجلس الصوفي العالمي انه من الضروري اصلاح وترميم البيت الصوفي، رافضاً في الوقت ذاته تسييس الصوفية، مؤكداً ان الصوفية بالاجماع ليست لديها او كوادرها اي نية لخوض الانتخابات التشريعية او الرئاسية التي ستقوم لاحقاً، لافتاً الى ان هناك بعض الافعال التي تصدر عن بسطاء الصوفية ليست من الشرع، لكن يتخذها المغرضون ذريعة للهجوم على المتصوفة، مشيراً الى انهم يرفضون المترشحين الذين يحاولون التلاعب بمشاعر الشعب، موضحاً انهم لا يقبلون الصدام مع اهل السلف على الاطلاق، مطالباً وزارة الأوقاف في مصر بتسليمهم مساجد الضرائح و٨٠% من صناديق النذور، منوها بأن المتصوفة يبلغ عددهم خمسة عشر مليون صوفي، لكنهم منقسمون. والى نص الحوار:

- هناك العديد من الخلافات التي ثارت بينكم وبين السلفيين، رغم أن مرجعيتكم واحدة.. أليس ذلك غريبا على الساحة الإسلامية؟

نحن لا نريد الصدام مع السلفيين على الإطلاق، لكننا نريد أن نحتكم جميعًا إلى الأطر الشرعية، أو نبحث نقاط الخلاف بيننا ونلجأ في النهاية إلى تحكيم الشرع من خلال الحوار الهادئ الذي يليق بنا كمسلمين. وبالفعل هناك مبادرات كثيرة في هذا الصدد، فقد اتفقت مع عدد من القيادات السلفية على ذلك، كان أبرزهم المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامي للسلفيين، وأرسل لي بياناً مفاده أن علينا جميعًا الالتزام بأحكام الشرع، وفي حالة الاختلاف فعلينا بالحوار الهادئ البناء، وكانت بادرة طيبة منه جدا، وقد رحبت بها كثيرًا لأنها دعوة للتمسك بالوحدة والاعتصام بحبل الله المتين.

- وماذا عن موقف مشايخ الصوفية من هذا البيان؟

انني على ثقة بأنني سأتعرض للوم والنقد؛ لأن لديهم «عقدة» من السلفيين، لكننا سنحاول ونجتهد لأن وحدة المسلمين فرض علينا جميعًا أن نعمل من أجلها.

- ألا يوجد مجال للتوافق بين الطرق الصوفية والسلفية للحد من الخلاف الدائر بينهم؟

يمكن أن يكون هناك توافق بين الصوفية والسلفية، إذا كانت المرجعية هي الشرع، وهذا هو الفيصل للقضاء على الخلاف، وبالفعل هناك مبادرات كثيرة في هذا الصدد، فقد اتفقت مع عدد من القيادات السلفية على ذلك، كان أبرزهم المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامي للسلفيين، الذي أرسل لي بيان مغادرة، على الرغم من اللوم الذي سأتلقاه من الطرق الصوفية، فإنني أنظر في الأساس إلى وحدة المسلمين، لأنها فرض علينا جميعا.

هدم الضرائح

- قضية هدم الضرائح أثارت ضجة هائلة بين أوساط المسلمين.. كيف تقيمون الموقف منها؟

هدم الضرائح يعاقب عليها القانون، ولا يجوز شرعًا، ونحن نريد أن نحتكم للشريعة في ذلك، ولابد أن يعرف الجميع أن حب آل بيت الله والأولياء، هو جزء من ثقافة الشعب المصري وموروثه، وجزء أيضًا من عقيدته، لكن هناك بعض التصرفات التي تصدر عن بعض بسطاء من الصوفية، ليست من الشرع في شيء مثل الطواف حول الضرائح، وهذا أمر مرفوض ونحن نجلس إليهم ونحاول أن نوضح لهم الصحيح من الخطأ.

- كيف ستحسم القضية التي تعد من النقاط الشديدة الحساسية بينكم وبين السلفيين؟

هدم الضرائح يعاقب عليه القانون، ولا يجوز شرعًا ولابد أن يعرف الجميع أن حب آل بيت الله والأولياء، هو جزء من عقيدة الشعب المصري، على الرغم من تجاوز بعض الجهلاء في ذلك، فإن هناك توعية دائمة لهم.

- ألا ترى صعوبة في قيام وزارة الأوقاف بتسليمكم المساجد التي بها الضرائح؟

لا توجد صعوبة في ذلك، فوزارة الأوقاف فشلت في حماية هذه المساجد وحماية الضرائح، فضلا عن فشلها في صيانتها، رغم أن صناديق النذور تدر ما يقرب من اربعمائة مليون جنيه سنويا، يدفعها مرتادو هذه المساجد من الصوفية ومحبو آل البيت، ورغم ذلك لا تحصل الطرق الصوفية سوى على ١٠% من حصيلة النذور، بينما تحصل الأوقاف على ٩٠% لذلك نحن نطالب بادارة هذه المساجد وسنعطي الأوقاف ٢٠% من حصيلة هذه النذور.

مترشحو الرئاسة

- كثير من مترشحي الرئاسة يترددون عليكم ويسعون لكسب تأييدكم.. فهل تميلون إلى ترشيح شخص معين؟

الكثير من المترشحين لا يصلحون بسبب عدم وضوح رؤيتهم وأجنداتهم وبرامجهم، فمثلاً نحن لن ننتخب البرادعي على الإطلاق، ( حتي قبل إعلان إنسحابه من السباق ) لأنه «خواجة» فهو لم يعش فى الشارع ولا يدري عن حياة رجل الشارع البسيط شيئا، ولم ينزل إلى الحارة المصرية، ولم يتعرف ثقافة قاطنيها واحتياجاتهم، ومن الممكن أن تقول عليه انه لا يعرف مصر، فالرئيس القادم لابد أن يعلم كل شيء عن الشعب الذي سيحكمه، لأن ثورة ٢٥ يناير اندلعت بسبب تفشي الظلم، وبسبب الفجوة الكبيرة التي كانت موجودة بين الحاكم والمحكومين، لذلك فلم يعد ممكناً القبول بأي شخص يلعب بمشاعر المواطنين، أو أن يكسب ثقتهم وودهم بالكلام المعسول، فكيف يقود البرادعي دولة لا يعرف عنها شيئًا؟ فضلا عن أنه جاء إليها بعد انتهاء فترة توليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي بعد تقاعده، أما بالنسبة إلى عمرو موسى فهو الأصلح لقيادة مصر خلال الفترة القادمة من بين المترشحين الذين أعلنوا ترشحهم إلى الرئاسة، لأنه يمتلك مقومات ومؤهلات تمكنه من الوصول بمصر إلى بر الأمان والخروج بها من عنق الزجاجة، كما أنه تربطه علاقات قوية بكل رؤساء دول العالم، كذلك فإن له مواقف وطنية كثيرة برزت أثناء توليه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فضلا عن إنه «ابن بلد» ويفهم جيدًا ثقافة المصريين وطريقة حياتهم ومعيشتهم.

- لكن هناك مترشحين إسلاميين محتملين إلى الرئاسة.. لماذا لم يقع اختيارك على أحدهم؟

نحن نريد مصلحة الوطن في المقام الأول، فمن يمتلك مقومات تؤهله لرئاسة مصر، فنحن أول المؤيدين له، بصرف النظر عن كونه إسلاميا أو غير إسلامي، فالبلاد حاليا بحاجة إلى رجل يستطيع أن ينتشل مصر من أزمتها الحالية، أما د.محمد سليم العوا فهو مفكر كبير وعالم جليل، ولكني أرشحه لأن يصبح وزيرًا للأوقاف لا رئيسًا للجمهورية، لأن مواصفات رئيس الجمهورية صعبة ومعقدة، وتحتاج إلى شخص يتميز بالخبرة السياسية والحنكة الدبلوماسية، والكاريزما القوية الجادة.

- أتباع الطرق الصوفية يمكنهم أن يشكلوا تكتلا كبيرا، ألم تفكروا في ترشيح بعض منكم إلى البرلمان؟

بالفعل نحن كتلة تصويتية كبيرة تضم أكثر من ١٥ مليونا بين أعضاء ومحبي آل البيت، ولكن على مستوى مشايخ الطرق فإننا منقسمون، أما على مستوى المحبين والمريدين من أتباع الطرق المختلفة التي تتجاوز أكثر من ٦٠٠ طريقة، فإننا متحدون لأننا لم نقحمهم في مشاكلنا، وبالنسبة لخوض انتخابات مجلس الشعب، فنحن لا شأن لنا بالسياسة، ولا توجد نية على الإطلاق لتأسيس حزب سياسي صوفي، فنحن مذهب دعوي، باستثناء أبوالعزايم الذي أسس حزبا خاصا به، أما على مستوى المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فليس هناك نية لتسييس الصوفية ولا نية لخوض الانتخابات.

- محاولات الإخوان المسلمين لكسب ودكم في الانتخابات.. هل تلقى قبولا لديكم؟

نحن لا يهمنا سوى مصلحة البلد، فالفصيل السياسي الذي يضع مصلحة الوطن في مقدمة اهتماماته سيكون الأجدر بالحكم من أى تيار سياسي آخر، ونحن لا ننظر إلى الإخوان أو السلفيين أو الجماعات الإسلامية أو أي تيار إسلامي آخر، على أنهم أعداؤنا، بل نحن جميعًا إسلاميون ويجب ألا تثور بيننا فرقة أو خلاف.

- يتخوف البعض من علاقة الشيعة بالصوفية في مصر.. كيف تنظرون إلى الموقف؟

هناك تخوف كبير من أن تختلط الشيعة بالصوفية؛ لأنهما متفقان على حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن خلال هذه النقطة ينطلق من يرددون تلك الأقاويل المغرضة، ولكن هذا لا يمنع من أن هناك أجندات إيرانية يتم تنفيذها داخل مصر، وقد ظهرت بالفعل، وهذا قد يضر بالأمن القومي لمصر، لذلك ينبغي أن ننتبه جيدا لهذه المحاولات التي تهدف إلى التوغل في أعماق المجتمع المصري، وكانت البداية بمحاولة إيران استضافة مشايخ الطرق الصوفية لديها لمناقشة الأوضاع في المنطقة، وهو ما يثير الشك والتساؤل لدينا: فلماذا الصوفيون بالأخص؟ ولماذا لا تكون هناك استضافة لعلماء ومشايخ الأزهر بشكل رسمى؟ لكني أؤكد أنه لا يوجد في مصر صوفي شيعي.







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة