الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٨٩ - الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


إيران تؤكد مواصلة نشاطاتها النووية بعد فشل زيارة مفتشي الوكالة الذرية





طهران - الوكالات: أكد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي يوم الأربعاء ان إيران ستواصل نشاطاتها النووية بعد مغادرة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران، عقب محادثات فشلت في تبديد المخاوف من مساعي إيران لامتلاك سلاح نووي.

وفي كلمة أمام علماء نوويين نشرت في بيان رسمي للحكومة قال خامنئي إن «الشعب الايراني لم ولن يسع مطلقا لامتلاك سلاح نووي. وسيثبت للعالم ان السلاح الذري لا يخلق التفوق». وأكد ان «طريق التطور العلمي، وخاصة في المجال النووي» يجب ان يستمر بقوة وبجد. وقال إن «الضغوط والعقوبات والتهديدات والاغتيالات لن تأتي بأية نتائج، وإن إيران ستواصل طريقها إلى التطور العلمي».

وجاء التأكيد القوي على الموقف الإيراني، بعد ان غادر وفد الوكالة الدولية المؤلف من خمسة أعضاء، من دون احراز أي تقدم بعد يومين من المحادثات التي تركزت على الجوانب العسكرية المفترضة في برنامج إيران النووي.

وصرح رئيس الوفد البلجيكي هرمان ناكيرتس عند عودته إلى فيينا «لم نتمكن من الدخول إلى برشين» وهو موقع إيراني عسكري يشتبه انه تجري فيه تجارب على تصميم رؤوس حربية نووية، طبقا لما جاء في تقرير الوكالة الدولية في نوفمبر الماضي.

وقال انه لم يتم الترتيب لإجراء المزيد من المحادثات، وذلك في تناقض مع تصريحات المبعوث الإيراني في الوكالة الدولية علي اصغر سلطانية الذي شارك في المحادثات في العاصمة الإيرانية يوم الثلاثاء، حيث نقلت عنه وكالة الإنباء الطلابية (اسنا) قوله ان «هذه المفاوضات ستتواصل في المستقبل». وأكدت متحدثة باسم الوكالة انه «في هذه المرحلة، لم يتم الاتفاق على إجراء مزيد من المناقشات مع إيران».

وأبدى المدير العام للوكالة الياباني يوكيا امانو شخصيا، في البيان «خيبة أمله» إزاء الموقف الإيراني وقال «من المخيب للآمال ان إيران لم توافق على طلبنا بزيارة بارشين خلال المهمة الأولى أو الثانية».

وكان الغربيون وفي طليعتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي آلان جوبيه، أعربوا في وقت سابق عن تفاؤل حذر ولاسيما بسبب تجاوب إيران مع العرض الذي قدمته مجموعة ٥+١ (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) باستئناف المفاوضات المعلقة منذ يناير عام .٢٠١١

ويدور الخلاف مع الجمهورية الإسلامية حول وجود «بعد عسكري محتمل» لبرنامجها النووي، وهو احتمال أشارت إليه وكالة الطاقة الذرية في تقريرها الأخير في نوفمبر عام.٢٠١١

وعلى اثر هذا التقرير عمدت القوى الغربية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران استهدفت قطاعها النفطي وبنكها المركزي، وذلك بعد أربع مجموعات من العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران منذ عام .٢٠٠٧

كما أثار بدء تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الإيراني «قلقا» في روسيا والصين اللتين حضتا إيران على «التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» من دون الوصول إلى حد تأييد العقوبات الغربية على هذا البلد.

وواصلت إيران برنامجها النووي رغم الانتقادات والضغوط فأطلقت عملية إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة ٢٠% في موقع فوردو المحصن الواقع تحت جبل، والذي يصعب قصفه، ما يقربها من حيازة اليورانيوم المخصب بنسبة ٩٠% والذي يسمح لها بصنع قنبلة ذرية.

كما أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في ١٥ فبراير ان إيران رفعت من ستة آلاف إلى تسعة ألاف عدد أجهزة الطرد المركزي التي تشغلها.

وفي مقابل هذه الطموحات الإيرانية والشكوك الغربية، تبقي اسرائيل، القوة النووية الوحيدة ولو غير المعلنة في المنطقة، الغموض مخيما حول احتمال شن ضربة جوية على المنشآت النووية الإيرانية.

وحذرت روسيا أمس اسرائيل والولايات المتحدة من شن هجوم عسكري على إيران، معتبرة ان التدخل العسكري سيخلّف عواقب «كارثية» على المنطقة وعلى «منظومة العلاقات الدولية» كلها.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في مؤتمر صحفي في موسكو إن «اي سيناريو عسكري ضد إيران سيكون كارثيا على المنطقة ومن دون شك على منظومة العلاقات الدولية بأسرها». وأضاف «آمل في ان يكون هناك إدراك في اسرائيل للعواقب» التي يمكن ان يخلفها ذلك معبرا عن رغبته في «عدم الوصول إلى سيناريوهات عسكرية».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة