الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٠ - الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


أوباما يعتذر لقرضاي عن إحراق المصاحف والاحتجاجات مستمرة





كابول - (الوكالات): قدم الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعتذاراته إلى «الشعب الافغاني» عن حرق مصاحف في قاعدة عسكرية امريكية، وذلك في رسالة بعث بها إلى نظيره الأفغاني حميد قرضاي، كما أعلنت الرئاسة الأفغانية أمس الخميس في بيان. وفي الوقت نفسه قد اطلق جندي أفغاني النار على جنود أمريكيين من الحلف الأطلسي وقتل اثنين منهم، في اليوم الثالث من التظاهرات الاحتجاجية ضد الأمريكيين أسفرت عن ١٢ قتيلا بالاجمال بين المتظاهرين. وكتب أوباما في الرسالة «أرغب في التعبير عن اسفي الشديد عن الحوادث المذكورة. اقدم اليك وإلى الشعب الافغاني اعتذاراتي الصادقة»، مشيرا إلى «خطأ.. وقع عن غير قصد»، كما جاء في بيان الرئاسة الافغانية. وأكد الرئيس الأمريكي في رسالته ان «تدابير ستتخذ لتجنب تكرار (حوادث مماثلة)، ما يعني محاسبة المسؤولين». وقد سلمها بعد ظهر الخميس سفير الولايات المتحدة في كابول ريان كروكر، كما جاء في البيان.

وقد اطلق عسكري افغاني النار على جنود من قوات حلف شمال الاطلسي ما ادى إلى مقتل اثنين منهم فيما سقط ثلاثة قتلى في تظاهرات واعمال شغب جديدة تشهدها افغانستان لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على احراق مصاحف في اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد.

وأعلن حاكم اقليم افغاني ان الجنديين من قوة الحلف الأطلسي اللذين قتلهما جندي أفغاني في افغانستان الخميس هما امريكيان، مؤكدا ان الحادث مرتبط مباشرة بالاضطرابات التي تلت حرق نسخ من القرآن في قاعدة امريكية. وقال محمد حساد حاكم اقليم كوغياني في ولاية ننغرهار التي وقع فيها الحادث «فيما كان المتظاهرون يقتربون من القاعدة الأمريكية، اطلق جندي افغاني النار على جنود أمريكيين وقتل اثنين منهم ثم لاذ بالفرار بين الجموع».

وحضت حركة طالبان أمس الخميس الافغان على قتل جنود اجانب ردا على احراق المصاحف. واعلنت طالبان في بيان «عليكم ان تشنوا هجمات باسلة على قواعد قوات الغزاة وقوافلها العسكرية، وان تقتلوهم وتأسروهم وتضربوهم وتلقنوهم درسا حتى لا يعودوا يجرؤون بعد الآن على اهانة القران الكريم».

وتابع البيان «بما ان حماية أرواح المسلمين واملاكهم من واجب جميع المسلمين، وعلى المحتجين ان يستهدفوا قوات الغزاة ومنشآتهم وليس أملاك الشعب». وأسفرت الاحتجاجات المعادية للأمريكيين عن سقوط ١٢ قتيلا المتظاهرين حتى الان، تسعة يوم الأربعاء وثلاثة الخميس. وفي مهترلام عاصمة ولاية لغمان شرق كابول، حاصر الآلاف قاعدة عسكرية مدنية تقودها الولايات المتحدة تأوي فريق اعادة اعمار الولاية، والقوا بالحجارة عليها وتسلقوا جدرانها الخارجية، بحسب الشرطة. وقال ضابط الشرطة خليل الرحمن نيازي لفرانس برس ان «الناس جاؤوا من جميع انحاء لغمان. وهاجموا القاعدة وتسلقوا الجدران، واضرموا النار في شيء اعتقد انه حاوية هناك». وقال نيازي انه يعتقد ان شخصين اصيبا بجروح بعد اطلاق الرصاص عليهما من القاعدة أثناء اقتحامهما الجدران والقائهما الحجارة على القاعدة بينما تصاعدت أعمدة الدخان الاسود. كما حاول نحو الفي متظاهر السير إلى قاعدة فرنسية في كابيسا شرق كابول، الا ان قوات الأمن الأفغانية تمكنت من صدمهم، بحسب ما أفاد رئيس الشرطة المحلية الجنرال عبد الحميد ايركان لوكالة فرانس برس. وقال إن «متظاهرين أصيبا بجروح طفيفة بعد ان فتحت قوات الأمن النار عليهما». وفي ولاية فارياب الشمالية، جرت محاولة للسير باتجاه قاعدة عسكرية نروجية بحسب رئيس شرطة المنطقة عبدالخالق اقساي.

وافاد ان «مجموعة من نحو ١٠٠ شاب توجهوا إلى قاعدة القوات النرويجية على مشارف المدينة والقوا بالحجارة وأضرموا النار في عربات. وتفرقوا عندما تدخلت الشرطة». وتأتي هذه الاحداث في ظرف سيء جدا بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي تريد سحب جنودها البالغ عددهم نحو مائة الف جندي تدريجيا بنهاية .٢٠١٤ واشتدت مشاعر العداء للأمريكيين بين الأفغان خلال سنوات النزاع العشر الاخيرة بسبب الأخطاء التي ترتكبها قوات الحلف الأطلسي عندما تقتل مدنيين وعدة حوادث تدنيس حصلت مؤخرا او أعمال تعتبر اساءة للاسلام.

واحرقت مصاحف ليل الاثنين الثلاثاء بعد مصادرتها من معتقلين في سجن قاعدة باجرام الأمريكية (٦٠ كلم شمال شرق كابول) لانها كانت تستخدم لتمرير رسائل بين السجناء.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة