الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٠ - الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ





بالأمس القريب.. كان تجمع أبناء الفاتح لإحياء ذكرى مرور عام على تجمع أبناء الفاتح في ٢١ فبراير ٢٠١١ الذي كان له الأثر الكبير في تغيير مجرى الأحداث المؤلمة التي شهِدتها مملكة البحرين بين شهري فبراير ومارس من العام المنصرم.

بالأمس القريب.. كان أبناء الفاتح بمختلف أطيافهم وأديانهم يقفون في ساحة الفاتح مجددين العهد بالدفاع عن مكتسبات الوطن وحماية استقلاله رافضين الدعوات التي تصدرها فئة قليلة ضالة لا تمثل المجتمع البحريني ولا تمثل جميع أبناء البحرين الشرفاء بجميع أطيافهم الدينية والفكرية مؤكدين شرعية النظام والوقوف ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن الغالي على قلوب الجميع.

بالأمس القريب.. رأينا شباب الفاتح متألقين بتنظيم هذا الحشد الجماهيري الكبير وبحضور شخصيات خليجية نعتز بها جميعاً: الشيخ مشاري العفاسي والداعية الإسلامي نبيل العوضي والباحث الدكتور عبدالله النفيسي وكلهم نكن لهم كل الود والاحترام والتقدير ليس أثناء الأزمة فقط وإنما هم في قلوبنا قبل الأزمة ووقفتهم المشرفة مع الحق، مع أبناء البحرين، في الأزمة زادت من حبنا لهم فلهم جزيل الشكر والتقدير على وقفتهم المشرفة وعلى مشاركتنا هذه الذكرى السنوية الغالية على قلوبنا جميعاً.

بالأمس القريب.. غاب عنا شخص كريم وشيخ جليل أحزننا غيابه وآلم قلوبنا وأدماها ولكننا نتساءل هل كان الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود غائباً أم مُغيباً؟ ومن أقصى من؟ للأسف نحزن عندما نرى اختلافا بين أبناء الفاتح في العمل ولكننا على يقين بأنه حتى إن اختلفوا في آلية العمل إلا أن الهدف واحد والقلوب تحن إلى بعضها بعضا، البحرين تجمعنا وحبها يوحدنا ولكننا يجب أن نتجاوز خلافاتنا البسيطة فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية واختلافنا نابع من حبنا للوطن فالكل يسعى إلى تقديم الأفضل والتسابق من أجل خدمة الوطن بالصورة التي يراها صحيحة، ونحن إذ نذكر بقوله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» نأمل أن نتجاوز هذه الأمور السطحية وكما أسلفنا تظل البحرين بيتنا الذي يجمعنا والذي ندفع من اجله الغالي والنفيس فالوطن أغلى ما نملكه وأمنه واستقراره نماء لنا ومستقبل لأبنائنا في ظل النظام والقانون اللذين يعتبران ركيزة أساسية للتنمية وتحقيق ما يصبو إليه كل مواطن.

قال تعالى: «وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين» وحذرنا ربنا عز وجل من التفرقة بين المؤمنين حيث قال تعالى: «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» وهذه دعوة ليست لأبناء الفاتح فقط، لجميع أبناء البحرين سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، بهرة ويهود، أبناء البحرين، والفاتح ليس مقتصرا على فئة من دون أخرى بل هو رمز لجميع أبناء البحرين الشرفاء وهم السواد الأعظم من مدن وقرى المملكة ونأمل أن نتجاوز خلافاتنا التي شقت الصف البحريني الواحد وزرعت الفتنة فيما بيننا التي ندعو الله ألا يمكن من يحاول تمزيق وحدتنا من تحقيق مخططاته الخارجية التي تمولها دول نعلمها ويعلمها الكل وندرك مطامعها في مملكتنا وفي منطقتنا الخليجية والعربية بشكل عبدالهادي الخلاقي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة