الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٣ - الاثنين ٢٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


الدروس الخصوصية وإرهاق الطالب





يا مسئولي التربية، هل جربتم الدروس الخصوصية كيف تنهك الراتب وتهلك الطالب؟ فقد اصبحت السمة الغالبة على الطلبة في البحرين أنهم يتلقون دروسا خصوصية، لأن هناك نقصا اما انهم لا يفهمون ما يقول المدرس ولا يعتمدون على شرحه، وإما أن المدرس يجب أن يتعب نفسه قليلاً في إيجاد اسلوب أفضل لشرحه للموضوع، فتجدهم يأتون متعبين فلا يهجعون إلى النوم أو يستريحون، بل يواصلون دروسا خصوصية ومنهم من يواصل اسبوعه حيث لا عطل ولا إجازات، وبالطبع المعاهد فاتحة أبوابها مادامت ستدفع لا مشكلة،وليست المعاهد على المستوى نفسه فمنها الرديء الذي يتكسب ومنها الجيد، وغالباً ما تكتظ جميعها بالطلبة والطالبات في مشهد ليس له مثيل، أما شقق المدرسين فحدث ولا حرج تنقلب إلى فصول دراسية، فلمصلحة من تسير الأمور بهذا الشكل؟ من المستربح وراء هذه العملية؟

حسب علمنا أن طلبة البحرين أذكياء، فما الذي أصاب الجيل الحالي؟ هل اصبحوا أغبياء كسالى مبلدي الحس إلى درجة أنهم لا يفهمون من المدرس كأنه يتكلم بغير اللغة التي يفهمونها؟ ام أن هناك قصورا في إيصال المعلومة من المدرس بطريقة صحيحة حتى وجدنا من يقول أقرأوا من الكتاب، ونحن نعلم أن من كان معلمه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذه يعيها الجميع، فأصبحت الكفاءة عملة نادرة وهذا ما نرجحه.

يا سعادة الوزير، يوم أن يتوظف من يقوم بمظاهرة أمام وزارة التربية وهو لا يعرف كتابة العنوان على السبورة فهذه أكبر المصائب وتجب معالجتها بسرعة، يا جماعة، فقدنا الكثير وفاقد الشيء لا يعطيه، هذا صرح تعليمي وليس صندوقا خيريا أو جمعية تعاونية ليدخل من هب ودب، هذا علم وهذا جيل وهذه فلذات الاكباد وليس هناك فرص للتعديل بعد خراب الجيل بأكمله ولا نحب أن نرضي أحدا على حساب اولادنا ولا نأمن على طلابنا من لا نرتضيه وليس كفؤا وأهلاً لها، فإن فعلنا ذلك فقد خنا الأمانة وارتكبنا جرما اخلاقيا في حق طلبتنا، كافئوا المجد نعم كافئوه وخذوا على يد المخطئ ليس سواء من جد واجتهد ومن دأب على الفتنة وعرقلة المسيرة التعليمية، كيف آمنه بعد ذلك على طفلي ليزرع في عقله الطائفية؟

نقوا التعليم من الشوائب التي اجتاحته ثم قدموا لطلابنا المدرسين والمادة التعليمية والمنهج الجيد فهي تربية قبل أن تكون تعليما فأولادنا أمانة في أعناق التربية التي استرعيناها ابناءنا فنريد ان نخرج فوجاً يحب الله ورسوله والعلم والوطن، لا نريد من أحد ان يضيعهم بشكل او بآخر، فلو كان المدرسون اكفاء والتدريس ممتازا والمناهج متطورة لما وصلنا إلى هذه الدرجة من الخوف على مستقبل ابنائنا ولما احتجنا لساعات مطولة ولا مد اليوم المدرسي ولما وجدنا المشاكل والفواجع التي تسطرها الصحف ولما وجدنا اساتذة الفتنة في المدارس يتنكرون لواجبهم الاخلاقي والوطني ويعتصمون، اقول ويل للتدريس في البحرين من هؤلاء.

تريدونها ١٠٠٠ ساعة ونحن نقول التنقية اولاً، فهذه مسئوليتكم العظيمة فيوم ان تلقي الطائفية بظلالها على العلم فقل على العلم السلام، ثم لا ديننا ولا جونا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا تسمح لنا بذلك ولسنا اليابان او ماليزيا او سنغافورة فنحن نختلف عنهم دينا وعادات وتقاليد وجوا، أولاً: ما هي التدابير التي وضعتها الوزارة لمثل هذا الامر؟ ففي مسألة الدين هل هيأنا مكانا مخصصا للصلاة في وقت واحد من دون التدافع والتزاحم والتنازع على من سيصلي أولاً؟ وأين الخشوع في الصلاة أم تريد التربية الجمع بين الصلاتين والثلاث في آن واحد تنقر نقر الديك؟ ثانياً :هل تم تخصيص غرف للراحة؟ ثالثاً: هل فتحنا كافتيريا لتناول الطلبة وجبة الغداء وخصوصا لمن كان بيته بعيداً وسينتقل بالباص؟ كل هذه الأمور يجب ان توضع في الحسبان، ثم ليعلم سعادته أن من سيؤخر الصلاة ستدخل عليه صلاة العصر ومن كان في الباص ومنطقته بعيدة ربما لا يدرك حتى العصر، ثم يجب أن نقولها صراحة ليس في مقدور كل أسرة أن تدفع للدروس الخصوصية فهذا يرهق ميزانية الاسرة.

محمد خليفة جاسم



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة