الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٩٤ - الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٦ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


كيف تستغل الوقــت؟





الوقت هو أعز شيء على الشخص نفسه ويحزن ويندم عليه ان ينقضي بدون فائدة، وبدون ان يؤدي فيه عملا صالحا، روى ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يقول: (ما ندمت على شيء مثل ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه اجلي ولم يزد فيه علمي).

لقد اقسم الله رب العزة سبحانه وتعالى به، فقال أعز من قائل: (والضحى، والليل إذا سجى)، (والعصر، أن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، والعصر هو الزمن، وقول رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ، ويقول أيضا: روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب تكل، وإذا كلت عميت.

فالعمر قصير ووجود الفراغ مشكله فلحظات العمر ثمينة وعظيمة، فالمرء في بضع ثوان، يستطيع ان يحقق مصلحة كبيرة، بل يستطيع ببضع ثوان أن يفوز بسعادة كبيرة، فالوقت لا نكتشفه بحواسنا ،بل بعقولنا ومشاعرنا، ويقولون الوقت من ذهب، هذا الكلام صحيح بالنسبة للماديين، الذين لا يقيسون الأشياء إلا بالمادة، ولكن الوقت حقيقة، أغلى من كنوز الدنيا، فهو الحياة، والساعات التي نقضيها من المهد الى اللحد، فنحن نستطيع ان نعوض ما فقدناه من مال وذهب أضعافا مضاعفة، أما الوقت الذي يذهب من عمرنا، والزمن الذي ضاع ونحن لا ندري، هيهات ثم هيهات أن نعوضه، فالوقت قليل والعمر قصير، فكم سنعيش في هذه الدنيا؟

فالأيام تطوى والأعمار تفنى، والناس جميعا يشغل بالهم الخوف والقلق على المستقبل، فعليهم إذاً ان يستعدوا للإعداد له ،مع تفويض أمرهم لربهم والتوكل عليه بالعمل، وترك الكسل، فإن الله يقسم أرزاق الناس، ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس، إذا كان هذا شأن الوقت، فيلزمنا أن نبادر باغتنامه وإلا خسرناه، فأعملوا لآخرتكم في هذه الايام القليلة من عمركم، التي تسير كأنها تطير، فالوقت قليل والعمر قصير، كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه:

حياتنا باطل غرور، وعمرنا ذاهب قصير

والناس في غفلة نيام

وقد دعتهم لها القبور

والعمر يمضي وليس ندري

مثل سنين بنا تدور

يا نفس ما سر فهو حزن

لا تحسبن انه سرور

ان الدنيا قد ادبرت واذنت بوداع

وان الآخره قد أشرقت باطلاع

عبدالله بن خليفة الرميحي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة